ثار أحرار الوطن من أقصاه إلى أقصاه على الدكتاتورية وأجنحة الفساد فيها .. فهرب من هرب واختفى من اختفى..
تلمّظ الشعب طعم الحرية وهي مضرّجة بدماء الشهداء ..
من بين الآلام والآمال تغيّر المشهد تماما, من دكتاتورية مطلقة إلى حرية لا حدّ لها...
وفي غفلة من الجراح النازفة .. ومن خلف آهة ثكلى .. ومن بين حيرة طفل لم يعد يظفر بقبلة من أبيه , خرج بعض السّاسة من جحور الخوف , وهرول آخرون من خلف البحار تسبقهم ألسنتهم ومطامعهم , ونبت آخرون كالفقاع ...
وسكتت فجأة جوقة التطبيل والتزمير والتهليل وعدّلت من أوتارها لتمسي فرقة ثورية وطنية مناضلة..
واشتعلت الحرائق في البدلات القديمة لتشتغل آلات النسج من جديد ويفصّل كل واحد بدلة ثورية تليق بالمشهد الجديد ..
وبين هذا وذاك لملمت الثورة ما بقي منها وسارت تبحث لها عن مكان قصيّ بجوار أهل الكهف ... عسى أهلها يعلمون ..
وقيل وقتها أن أحد أبناء من استشهدوا وكان رضيعا قد تكلّم في المهد بعد أن مسح دمعة من على خدّ أمه ..
قال : " الثورة يصنعها الشرفاء ويحصد نتائجها الجبناء " ..