رثاء أم ...... (2)
ذلك اليوم الذي أشرقت فيه شمسُ فنائِك
كان قريباً جداً مني
الضياءُ سكب كلَّ عطره عليَّ
نوحُ الحمائم أيقظني باكراً ذلك الصباح
كنت أستشعر انعتاقَ روحِك في ملكوتِ الله
كنت مبتهجاً على غير عادتي يا أمي
حبلك السريِّ كان يرسل
قبلاً دافئةً
وأزاهيراً ملونةً
وبطاقات فرحٍ باتساع السماء
تبعث خدراً لذيذاً في أعصابي
ساعتان ....
لم يكن وداعاً ....
كان موعداً مقدَّساً أنا وأنت والموت
ثالوث الوجود الأزليِّ على صعيدٍ واحد
ساعتان ....
وبعدها غادرتِ دامعةَ العينين كعادتك
أنا كنت مقطَّعاً
هنا ...
وهناك ....
وفي كل مكان .....
كنت أتشظَّى ..
أغني بصمتٍ لحنَ جمالك الخالد
دمعتان ...
دمعتان فقط ...
ومواسم العشق اتَّشحت كلها بالضياء
قتلت آلامك وأخفيتها في التراب
سيدتي لا تقلقي عليَّ
أنا ابنك ...
يوماً سأقتل نفسي
لتنعمَ روحُك بالمزيد من السكينة
انتظريني عند بوابة الموت المقدسة
26-11-2009