القبو \ قصة هيتشكوكية
أقلقها سماع صوت زوجها يحفر بالخفاء عنها في غرفة القبو, عندما تكون مشغولة.
حريصا على إقفال بابه بالمفتاح كلما خرج منه, مكتفيا بابتسامة ماكرة كلما سألته عنه.
ذات يوم نسي الباب مفتوحا وخرج الى عمله, فنزلت لترى ما الذي يعمله هناك.
صدمتها رؤية تلك الحفرة العميقة كالقبر تتسع لإنسان في أرض القبو!
هاجت أفكارها السوداء وتلاطمتها! هل نسي العشرة؟
وصبرها معه على ضيق ذات اليد وهي قد أوقدت له أصابعها العشرة!
أ يريد قتلها حقا.. لانها ورثت مؤخرا مزرعة كبيرة,
فلعبت ملايين عمها المتوفي برأسه وهو وريثها الوحيد؟!
وهاجت الأفكار في رأسها وماجت, وزاد غضبها عليه!
فلقد أهدته أحلى سنين عمرها ليكافئها هكذا! بقتلها وإنهاء حياتها!
وانتبهت من غضبها العارم وإذا به ورائها تماما..
ينظر إليها شزرا غاضبا لأنها كشفت سره, فارتعبت!!
أمسكت مجرفة قريبة منها, وضربته بها على رأسه بكل عزمها وقوّتها!!
فسقط على الأرض كالمشلول, ولم يستطع رد ضرباتها
المجنونة على رأسه حتى هشمته تماما!
هدأ خوفها عندما لفظ أنفاسه الأخيرة, فجالت بنظرها في القبو,
وصفعت عينيها رؤية كرتونة ضخمة ملصق فوقها بطاقة مكتوب عليها بخط يده:
" إلى زوجتي مع حبي, ركّبت لك تدفئة مركزية جديدة كي لا تبردي بعد الآن!".
تطايرت الطيور فزعة عندما شق عنان السماء صراخ وحشيّ غير آدمي!!
ممزوج بصوت الموسيقى الصادرة من بطاقة عيد ميلادها!!