الموضوع
:
أنستاس الكرملي ( 1866 - 1947)
عرض مشاركة واحدة
08-31-2011, 09:11 PM
المشاركة
2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8808
المشاركات:
2,577
[justify]
عارض بشدة الداعية إلى تبديل الحروف العربية بالحروف اللاتينية وأظهر تمسكه الشديد بها. ودفعه حرصه الشديد عليها إلى تأسيس مجلة (لغة العرب) سنة 1911، وثابر على إصدارها، ما جعله رائداً من رواد اليقظة القومية، والذي بالطبع لم يُرضِ الأتراك فاعتقلوه في العام 1914 ونفوه إلى الأناضول وتوقفت المجلة عن الصدور. وحين عاد إلى وطنه ثانية، عاود إصدارها في العام 1926، وبعد ست سنوات قرر إيقافها عن الصدور نهائياً، لما عاناه من ضغوط وأعباء مادية ومعنوية ونفسية في سبيلها.
وقد اعتاد الأب أنستاس على عقد مجلس ثقافي في دير الآباء الكرمليين صياح كل يوم جمعة منذ عام 1922 حتى داهمه المرض في سن الشيخوخة. وكان مجلسه مدرسة للأخلاق الكريمة كونه مجمعاً للعلم والأدب، يجتمع فيه شعراء وأدباء، كما كان يضم قساوسة ومشايخ ووزراء ونواب وأطباء وأساتذة. وكان الأب أنستاس لا يأذن لمن يحضر مجلسه الأدبي أن يخوض في بحث الأديان ولا المذاهب ولا الطوائف، فهو إلى نشأته الراهبية، كان سليم القلب، صافي السريرة، وزاده علمه سمواً في النفس ورقة في الطبع وجمالاً في السريرة وجلالاً في السيرة.
لقي الأب الكرملي الكثير من الحفاوة والتكريم من قبل المجامع العلمية والمنتديات اللغوية. فقد انتخبه مجمع المشرقيات الألماني عضواً عام 1911، واختاره المجمع العلمي العربي في دمشق عضواً فيه منذ تأسيسه، ورشحته وزارة المعارف العراقية عضواً مؤسساً للمجمع اللغوي العراقي عام 1927. وانتخبه مجمع فؤاد الأول للغة العربية عضواً عاملاً فيه عام 1934، كما اختير عضواً في لجنة التأليف والترجمة والنشر العراقية عام 1945. وبقي في هذه المجامع والمحافل يعمل بكل جد ونشاط حتى أقعده المرض والشيخوخة، وتوفي في السابع من كانون الثاني/ يناير 1947.
وقد كان الأب الكرملي شغوفاً بجمع الكتب النادرة والمخطوطات النفيسة، وبذل في هذا السبيل جميع ما يملك فتكونت مكتبته العامرة في دير الآباء الكرمليين، لكنها تعرضت للنهب والإتلاف إبان الحرب العالمية الأولى بأمر من السلطة التركية وتوجيهها، ما جعله في أسى وحزن شديد.
لكنه لم يستسلم وعاود من جديد اقتناء الكتب فإذا بخزائن المكتبة تعج من جديد بالمجلدات والكتب النفيسة التي بلغت نحو عشرين ألف مجلد مطبوع، وألف وخمسماية مجلد مخطوط. وبعد وفاته قام الآباء الكرمليين بتقديم القسم الأكبر منها هدية إلى مكتبة العراقي، أما الباقي فبقي في مكتبة الدير نفسه.
وضع هذا الأديب الفذ كتباً قيّمة ونشر مئات من المقالات الممتعة والأبحاث المفيدة والهامة في اللغة والأدب والتاريخ. ومن أشهر مؤلفاته المطبوعة: (نشوء اللغة ونموها واكتمالها) و(أغلاط اللغويين الأقدمين)، و(المساعد) الذي يعتبر أكثر كتبه أهمية وأكبرها شأناً، وقد أمضى سنوات من عمره يجمع في مواده وتأليفه، لكنه توفي قبل أن يخرج للناس مطبوعاً.
وقد وصف الكتاب د.مصطفى جواد بأنه: (... كنز من كنوز اللغة العربية، فيه مصطلحات كل فن على حسب حروف المعجم والتعابير المولدة في كل عصر وفوائد أدبية من كل ضرب يتصل بتحقيق مفردات اللغة وتاريخ علوم الأدب، فهو أشبه بدائرة المعارف منه بمعاجم اللغة).
موسوعة المعارف العامة
ندى جميل اسماعيل - المركز الثقافي اللبناني
[/justify]
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟
- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
رد مع الإقتباس