عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-2011, 07:11 PM
المشاركة 57
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذة ريم بدر الدين


تقولين"أتفق معك من حيث النتيجة القائلة أن هناك من المبدعين من أتوا من الطبقات المسحوقة نتيجة للفقر و اليتم أو الإعاقة و ترى أن هذه المعوقات هي بالذات دوافع التفوق لكنني أراها أيضا من الوجه الآخر تنفيسا لعقدة النقص التي يحسون بها ، اذا هي نتيجة عصاب و ليست نتيجة سواء نفسي".

- في هذا الطرح افتراضين اولهما بان " أن هذه المعوقات هي بالذات دوافع التفوق لكنني أراها أيضا من الوجه الآخر تنفيسا لعقدة النقص التي يحسون بها ".

وبخصوص هذا الافتراض اعتقد ان الزمن تجاوز نظرية فرويد في التحليل النفسي واثر الكبت في خلق العبقرية، ونظرية تلميذه ادلر والذي ينادي بنظرية التعويض. فالابداع ليس تنفيس لمكبوتات الطفولة وهو حتما ليس تعويضا بمعنى ان شيء ينقص فيأتي شيء اخر محله.

إن نظرية تفسير الطاقة الابداعية تشير الى ان الابداع، والعبقرية بصفتها اعلى حالة من حالات الابداع، هو نتاج طاقة اضافية تتدفق في الذهن بصفته جهاز طاقة وكنتجة لتلك الفجائع ( والتي تسبب الحزن والالم ) من خلال التغير في كيمياء الدماغ، فتزيد من نشاط الدماغ، وهذه الطاقة تخرج على شكل مخرجات ابداعية اذا ما توفر التعليم والتأهيل والتدريب والاطلاع الخ.

ربما ان الدليل الوحيد المتوفر حاليا والذي يؤكد صحة ما اطرحه هنا جاء على شكل فلم تسجيلي عرضته قناة الـ bbc وهو عبارة عن تجربة علمية اثبت الطبيب فيها ان دماغ الطفل الجنين يتأثر بشكل واضح اذا ما تم تعريض الام لصدمات مثل اخبارها بموت احد الاقارب وما الى ذلك.

اما الافتراض الثاني " اذا هي نتيجة عصاب و ليست نتيجة سواء نفسي".

اما بخصوص الافتراض الثاني والذي يقول ان الابداع هو" نتيجة عصاب و ليست نتيجة سواء نفسي"، وحيث اننا اصبحنا ننظر الى العملية الابداعية على انها ناتجة عن زيادة حادة في نسبة نشاط الدماغ كنتيجة لدفق اضافي من الطاقة يحصل على اثر مرور الشخص بالمآسي، وتتناسب هذه الطاقة طرديا مع قوة ووزن المآسي والمصائب وتكرار وزمن حدوثها، فلا يمكننا ان نتحدث عن الابداع على اساس انه نتيجة عُصاب، ولا بد من تجاوز نظرية فرويد في هذا الخصوص...والعصاب يحصل في الواقع كنتيجة لنفس الزيادة في الطاقة.

بمعنى، إن المآسي والمصائب، وكل عامل يسبب الحزن والالم، تؤدي الى زيادة حادة في نسبة الطاقة في دماغ الشخص الذي تصيبه هذه المآسي، وهذه الطاقة تخرج على شكل مخرجات ابداعية اذا ما حصل الشخص المذكور على التعليم والتدريب والتأهيل والقبول وما الى ذلك من عناصر تشكل في مجموعها قوانين صناعة العباقرة التي نتحدث عنها هنا ونقوم على رصدها.

ولكن في حالة حصول زيادة حادة في تلك الطاقة ولم يتمكن الشخص من اخراجها على شكل مخرجات ابداعية تحدث التصرفات العصابية. فالابداع يحقق نوع من التوازن للدماغ.. وفي حالة غياب النشاط الابداعي يحصل العصاب وربما الجنون والانتحار الخ...وتمثل كل هذه مخرجات سلبية لطاقة الذهن. وقد يحصل العصاب في تزامن مع القدرة على الابداع...وهو ما دفع فرويد للاعتقاد بأن الابداع والجنون مصدرها واحد.

ومن هنا تأتي اهمية العناية بمشاريع العظماء ..فكل يتيم او معاق حركيا الخ ...هو مشروع عظيم، مبدع، عبقري، اذا ما تم الاهتمام به وهو مشروع مجرم اذا ما تم تهميشه وتجاهله. والعباقرة يأتون من بين الاكثر مصابا، لان المصائب هي التي تزيد من مقدار الطاقة المتدفقة في الدماغ.

وتقولين " لا نستطيع أن نتهم نتائج علم النفس بعدم الحيادية لأنها ناتجة عن رغبة البرجوازيين بالسيطرة على المجتمع .. فهدذا يكون إجحافا بحق الطبقة المسؤولة عن التغيير و الارتقاء بالمجتمع و هي الطبقة الوسطى أو طبقة البرجوازيين ربما يكون الكثير من العباقرة ايتاما و هذا له حديث آخر لكن ليس معظمهم فقراء و هنا أيضا نتباحث في هذا في موضع آخر".

- مما سبق طرحه اعلاه اؤكد هنا على صحة ما ذهبتِ اليه بخصوص "ان ليس معظم الفقراء عباقرة"..بل بالعكس ان الفقر قد يؤدي الى ضعف في التحصيل والتأهيل فتكون النتيجة سلبية بمعنى (عصاب واجرام ذاتي او خارجي)، ومن هنا تأتي اهمية الاهتمام بشريحة الايتام بصفهتم الشريحة التي لها افضل فرصة ليصبحوا عظماء يليهم ذوي الاعاقات الجسدية، ثم الذين يمرون بتجارب الم شديد على اختلاف انواعها... ومن هنا جاءت مقولتي في كتابي "فلنهدم اصنام القرن الحادي والعشرين" والتي تقول: "الايتام اقدر على تحقيق الاحلام".

وكل هذا يدفعنا لاستنباط القانون رقم 4 من قوانين اكتساب العبقرية:

قانون رقم 4: كلما زاد حجم وعدد المآسي والمصائب والصدمات في حياة الشخص وحتى سن النضوج العقلي ( 21 سنه)، وكلما كانت ابكر في حياةالطفل...كلما زادت فرصته في ان يصبح عبقريا...والايتام دائما اقدر على تحقيق الاحلام...كونهم يمتلكون اعلى نسبة من الطاقة الذهنية الجاهزة للتحول الى مخرجات ابداعية وعبقرية اذا ما تفورت الاليات الضرورية لهذه الغاية.