عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2011, 05:29 PM
المشاركة 22
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وجاء من حديث علي وأبي سعيد وبريده أن رسول الله قال‏:‏ ‏(‏‏(‏الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما‏)‏‏)‏‏.‏ وقال أبو القاسم البغوي‏:‏ ثنا داود بن عمرو، ثنا إسماعيل ابن عياش، حدثني عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن سعد بن راشد، عن يعلى بن مرة‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/40‏)‏ قال‏:‏ جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله، فجاء أحدهما قبل الآخر فجعل يده تحت رقبته ثم ضمه إلى إبطه، ثم جاء الآخر فجعل يده إلى الأخرى في رقبته ثم ضمه إلى إبطه، وقبّل هذا، ثم قبّل هذا‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏اللهم إني أحبهما فأحبهما‏)‏‏)‏، ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أيها الناس إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة‏)‏‏)‏‏.‏ وقد رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي خيثم، عن محمد بن الأسود بن خلف، عن أبيه‏:‏ أن رسول الله أخذ حسناً فقبله، ثم أقبل عليهم فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن الولد مبخلة مجبنة‏)‏‏)‏‏.‏ وقال ابن خزيمة‏:‏ ثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، ثنا زيد بن الحباب ح، وقال أبو يعلى أبو خيثمة‏:‏ ثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل رسول الله إليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على المنبر‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏صدق الله ‏!‏ ‏( ‏إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ‏ )‏، رأيت هذين الصبين فلم أصبر، ثم أخذ في خطبته‏)‏‏)‏‏.‏ وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث الحسين بن واقد‏.‏ وقال الترمذي‏:‏ حسن غريب لا نعرفه إلا من حديثه‏.‏ وقد رواه محمد الضمري، عن زيد بن أرقم، فذكر القصة للحسن وحده‏.‏ وفي حديث عبد الله بن شداد، عن أبيه، أن رسول الله صلى بهم إحدى صلاتي العشي فسجد سجدة أطال فيها السجود، فلما سلم قال الناس له في ذلك، قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن ابني هذا - يعني‏:‏ الحسن - ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته‏)‏‏)‏‏.‏ وقال الترمذي‏:‏ عن أبي الزبير، عن جابر، قال‏:‏ دخلت على رسول الله وهو حامل الحسن والحسين على ظهره وهو يمشي بهما على أربع، فقلت‏:‏ نعم الحمل حملكما فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏ونعم العدلان هما‏)‏‏)‏‏.‏ على شرط مسلم ولم يخرجوه‏.‏ وقال أبو يعلى‏:‏ ثنا أبو هاشم، ثنا أبو عامر، ثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس‏.‏ قال‏:‏ خرج رسول الله وهو حامل الحسن على عاتقه فقال له رجل‏:‏ يا غلام، نعم المركب ركبت، فقال رسول الله‏:‏ ‏(‏‏(‏ونعم الراكب هو‏)‏‏)‏‏.‏ وقال أحمد‏:‏ حدثنا تليد بن سليمان، ثنا أبو الحجاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة‏.‏ قال‏:‏ نظر رسول الله إلى علي وحسن وحسين وفاطمة فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم‏)‏‏)‏‏.‏ وقد رواه النسائي من حديث أبي نعيم، وابن ماجه من حديث وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف، قال وكيع‏:‏ وكان مريضاً - عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول الله قال عن الحسن والحسين‏:‏ ‏(‏‏(‏من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/41‏)‏ وقد رواه أسباط عن السدي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم فذكره‏.‏ وقال بقية‏:‏ عن بجير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب، قال‏:‏ سمعت رسول الله يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏الحسن مني والحسين من علي‏)‏‏)‏‏.‏ فيه نكارة لفظاً ومعنى‏.‏ وقال أحمد‏:‏ ثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عوف، عن عمير بن إسحاق‏.‏ قال‏:‏ كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال‏:‏ أرني أقبّل منك حيث رأيت رسول الله يقبّل، فقال‏:‏ بقميصه، قال‏:‏ فقبّل سرته‏.‏ تفرد به أحمد، ثم رواه عن إسماعيل بن علية، عن ابن عوف‏.‏ وقال أحمد‏:‏ ثنا هاشم بن القاسم، عن جرير، عن عبد الرحمن أبي عوف الجرشي، عن معاوية‏.‏ قال رأيت رسول الله يمص لسانه - أو قال شفته يعني‏:‏ الحسن بن علي - وإنه لن يُعذب لسان أو شفتان يمصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ تفرد به أحمد‏.‏ وقد ثبت في الصحيح عن أبي بكرة‏.‏ وروى أحمد عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين‏)‏‏)‏‏.‏ وقد تقدم هذا الحديث في ‏(‏دلائل النبوة‏)‏، وتقدم قريباً عند نزول الحسن لمعاوية عن الخلافة، ووقع ذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم‏.‏ هذا، وكذلك ذكرناه في كتاب ‏(‏دلائل النبوة‏)‏ ولله الحمد والمنة‏.‏ وقد كان الصديق يجله ويعظمه ويكرمه ويحبه ويتفداه‏.‏ وكذلك عمر ابن الخطاب، فروى الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه‏:‏ أن عمر لما عمل الديوان فرض للحسن والحسين مع أهل بدر في خمسة آلاف خمسة آلاف، وكذلك كان عثمان بن عفان يكرم الحسن والحسين ويحبهما‏.‏ وقد كان الحسن بن علي يوم الدار - وعثمان بن عفان محصور - عنده ومعه السيف متقلداً به يحاجف عن عثمان فخشي عثمان عليه فأقسم عليه ليرجعن إلى منزلهم تطييباً لقلب علي، وخوفاً عليه رضي الله عنهم‏.‏ وكان علي يكرم الحسن إكراماً زائداً، ويعظمه ويبجله، وقد قال له يوماً‏:‏ يا بني ألا تخطب حتى أسمعك‏؟‏ فقال‏:‏ إني أستحي أن أخطب وأنا أراك، فذهب علي فجلس حيث لا يراه الحسن، ثم قام الحسن في الناس خطيباً وعليّ يسمع، فأدى خطبة بليغة فصيحة‏.‏ فلما انصرف جعل علي يقول ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم‏.‏ وقد كان ابن عباس يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا، ويرى هذا من النعم عليه‏.‏ وكانا إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطمونهما مما يزدحمون عليهما للسلام عليهما، رضي الله عنهما وأرضاهما‏.‏ وكان ابن الزبير يقول‏:‏ والله ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي‏.‏ وقال غيره‏:‏ كان الحسن إذا صلى الغداة في مسجد رسول الله يجلس في مصلاه يذكر الله حتى ترتفع الشمس، ويجلس إليه من يجلس من سادات الناس يتحدثون عنده، ثم يقوم فيدخل على أمهات المؤمنين فيسلم عليهن وربما أتحفنه، ثم ينصرف إلى منزله‏.‏ ولما نزل لمعاوية عن الخلافة من ورعه صيانة لدماء المسلمين، كان له على معاوية في كل عام جائزة، وكان يفد إليه، فربما أجازه بأربعمائة ألف درهم، وراتبه في كل سنة مائة ألف‏.‏ فانقطع سنة عن الذهاب، وجاء وقت الجائزة فاحتاج الحسن إليها - وكان من أكرم الناس - فأراد أن يكتب إلى معاوية ليبعث بها إليه‏.‏


يتبع ...

~ ويبقى الأمل ...