يسرد الحكاية وهي وجه الأمس وملامح الغد دونهم وزاد الوحيد , لكن بلحن مُغاير وترنيمة يحضر بها الغياب , تتدفق حولها ينابيع مختفية , محصورة بين المتسامرين في أنصاف الليالٍ , فتغرق الجوارح ..
تشتعل شموع صفراء , أسوار طاولتها حنين واغتراب , يثيرها كأس رحيق ثقيل , ويمتد الرنين لذاك المُهاجر بصوت مخنوق يزين للسهر البقاء , نستعيد اللقاء ونبقى فيه , نقلب الأوراق و نرتعش للنهاية , وأنا وحدي وهذا قدري , أجمعك فيني يا راحلاً ولا أمضي إلا في ذات الطريق وهذا الأنيس الليلكي ..
أخاطبك يا صاحبي .. أمات القديم وأنا حوله ؟ , خوف كبير إلا تضام به الحياة وأنا بعيدة , قلب أقرب من حبل وريده , ونشيج نبض لا يمّل صداه , أتذكر المُنتهى وأختلق أكذوبة عائدة , وأناديه .. يا أبني وأنا طفلته حيث كُنا في زمن كان , حيث كل الرفاق ودفء الشتاء ..
خوف عميق إن يعود وتتشنج الأشجار لعودته , أتذكر الموت وقوفاً , وتملؤني يا ليل بتفاصيلك , أقيد كل طير محبوس يحلق إليه , وأدعو ربي ألهمني , ربي لا تكسر قلبه ..
خوف جللّ إن لا أذوق العيش إلا وأنا في قبضة هذا الظلام لا أنام , فلا أعود , وتتسلسل الأحلام لتكتم صرير هذا الجوع .