عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2011, 04:37 PM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
نبوءة العقيد



هل عرف العقيد أن نهايته ستكون على يد الفيسبكيون؟


كل سمات وصفات العقيد، تشير إلى انه صنيعة الموت والظروف الجهنمية في طفولته المبكرة، والتي جعلت دماغه يعمل حتما بطاقة البوزيترون... فكان قائدا كرزميا، وزير نساء ، وأديبا مبدعا، ومهوسا حد الجنون...

وهي الصفات التي يمتلكها الأيتام في سن المراهقة والدليل على ذلك شخصيات القادة ( هتلر ، وستالين ، ونابليون ولينين، والاسكندر ) وكل شخصية دكتاتوريه دموية متسلطة عرفها التاريخ، قامت بقتل جماعي ، بما في ذلك من أطلق عليهم أبناء الأرامل... حكام أمريكا اللاتينية.

الآن وقد أصبح معروف لدينا بأن الأيتام الذين تعمل أدمغتهم بطاقة البوزيترون غالبا ما يكونون قادرين على التنبوء، وحيث أن كل المؤشرات تشير إلى أن العقيد صنعه الموت والطفولة الجهنمية، وجعل دماغه يعمل بطاقة البوزيترون: فهل احتوت أعماله الأدبية ألمعروفه على نبوءات عن مصيره هو شخصيا؟

يبدو أن الجواب لهذا السؤال نعم. ذلك ما يظهر في قصص العقيد والتي وفر لنا الشاعر العماني إبراهيم سعيد فرصة الاطلاع على محتوياتها من خلال القراءة التي قدمها بتاريخ 1/3/2011 في مقال نشره في جريدة القدس العربي بعنوان " قراءة في قصص السلطة الأدبية ..العقيد قاصا: الموت والفرار إلى الجحيم".

وهاتين القصتين تحديدا من بين قصص المجموعة كلها ( المجموعة صادرة عام 2003 ) لهما أهمية خاصة، وفيهما ما يؤكد على :

أولا: أن الذي صنع العقيد هو الموت والحياة الصعبة في وادي جهنم مكان طفولة العقيد. وفي ذلك ما يدل على أن دماغ العقيد يعمل حتما بطاقة البوزيترون كأي شخص صنعه الموت واليتم وان كل صفاته وقدراته القيادية وشخصيته الكرزمية، وذلك الدافع الذي جعله يقدم نظرية ثالثه، وعشقه للنساء، وجنونه، وقدرته على القتل الجماعي الخ...هو في الواقع نتاج لتلك الحالة التي تتشكل كنتيجة لدفق هائل في كيمياء الدماغ تجعله يعمل بطاقة البوزيترون.

وليس غريبا عليه إذا أن تحتوي نصوصه على نبوءات لا يعي بوجودها حتى هو نفسه، لأنها غالبا ما ترد على شكل لغة كودية تحمل على معاني مستقبلية، والزمن فقط هو الكفيل بكشف هذه التنبؤات.

يقول الشاعر إبراهيم سعيد نقلا عن لسان الاديب الليبي الفقيه والذي هو بدوره قدم قراءة للمجموعة القصصية " أفضل قصتين في المجموعة القصصية للعقيد هما 'الفرار إلى جهنم' (ص61) و الموت(ص89). ويقول إبراهيم سعيد ان "قصة الموت"هي باختصار حكاية العقيد عن معارك أبيه مع الموت، تلك المعارك التي تصور لنا انتصار الأب أمام الموت في معركتين ضد الإيطاليين وضد جنود الملك السنوسي المواليين لهم. والموت الذي يأتي الأب مرتين متقمصاً حية سامة. وفي هذه الجملة من القصة ما يشير الى اثر موت الأب على الابن العقيد (إن أبي يطول عمره، والموت يطول نفسه، أبي يستمر عناده، والموت لا يتوقف عن اصطياده)

ثانيا : أما قصة الفرار إلى جهنم، والتي يصفها العقيد كما يقول إبراهيم سعيد بأنها (من أغرب القصص الواقعية، وأقسم لكم أنها ليست من صنع الخيال)، ويتحدث فيها العقيد عن وادي جهنم والتي قد تبدو الجحيم، لأول وهلة، لكن جهنم هنا لا تشبه الجحيم في شيء، لا جحيم النصوص المقدسة ولا جحيم المعري، ولا جحيم دانتي، إنها جهنم مختلفة...
في هذه القصة نجد نبوءة مدهشه لم ينتبه لها الشاعر إبراهيم سعيد على الرغم من قراءة العميقة والجميلة والتي اراد منها كشف الاسرار والحديث عن نبواءت العقيد في النصوص المذكوره.

يقول الشاعر إبراهيم سعيد وهو ينقل عن الأديب إبراهيم الفقيه" في القصة يصور العقيد نفسه بدويا ً تزعجه الجموع بطلباتها التي لا تنتهي إذ يقول: " ينهشونني كلما وجدوني: ابنِ لنا بيتاً غير هذا، امدد لنا خطاً أرفع من ذلك، ارصف لنا طريقاً في البحر، أزرع لنا حديقة.. اقتل لنا كلباً، اشتر لنا هِرّاً) ولانزعاجه من طلبات الجموع يفر إلى جهنم.

- فهل يفر العقيد في نهاية المطاف إلى جهنم هربا من المد الجماهيري؟
- وهل توقع العقيد أن نهايته هي الفرار إلى جهنم؟
يقول الشاعر إبراهيم سعيد " تبدأ قصة 'الفرار إلى جهنم' كأنها تصف اللحظة الراهنة منذ ثورة 17 شباط "ما أقسى البشر حين يطغون جماعياً!! يا له من سيل عرم لا يرحم من أمامه!! فلا يسمع صراخه، ولا يمد له يداً عندما يستجديه وهو يستغيث، بل يدفعه أمامه في غير اكتراث!
- فهل خطابات العقيد الأخيرة نوع من الاستجداء للجماهير التي هبت كسيل عرم؟ هل هي صراخ؟ وهل النتيجة ستكون دفع العقيد أمامه في غير اكتراث؟
- وهل توقع العقيد أن تزيله الجماهير (الجماعة) كونه فرد طاغية أم أن الذي سيزيله فرد تافه بوسيلة ما كما يقول في قصته؟
- وهل سيتمكن العقيد من أن يقف أمام التيار الجارف، والقوة الشاملة العمياء؟! كما يصفها في قصة الفرار إلى جهنم؟ أم انه سيفر إلى وادي جهنم؟
- وهل توقع هذا الزحف الجماهيري حينما كتب "كم أحب حرية الجموع، ولكني أخشاها وأتوجس منها) لأنها تتقدم معلنة الزحف المقدس، أحب الجموع كما أحب أبي وأخشاها كما أخشاه ".
- وهل سيكون لابنه هنيبال دور في نهايته؟ حيث يذكره في النص كواحد ممن يصعد على اعناق الجماهير. ام هي رمزية تدل عليه هو؟
- وهل ستكون نهايته مهينة كما يصف نهاية أولئك الزعماء "من البصقة والسم إلى المقصلة إلى جرجرة جثة الديكتاتور في الشوارع"؟
- وهل سيتمكن العقيد من فعل المستحيل الذي وصفه في قصته عندما تتدفق الجماهير" يا للهول!! من يخاطب الذات اللاشاعرة كي تشعر؟! من يناقش عقلاً جماعياً غير مجسد في أي فرد؟ من يمسك يد الملايين؟! من يسمع مليون كلمة من مليون فم في وقت واحد، من في هذا الطغيان الشامل يتفاهم مع من؟! ومن يلوم من؟! ومن المن ذاته؟!)
- فهل يفر العقيد إلى جهنم وقد كان هذا هو المهرب في القصة؟ حيث لا يجد بطل القصة البدوي حلاً ومهرباً من هذه الجموع / الجماهير إلا في الفرار إلى جهنم"! وهو الوادي في بادية سرت كما يقول إبراهيم سعيد نقلا عن الفقيه. والذي يقول عنه العقيد "جهنم ليست كما تتوقعون، أصفها لكم أنا الذي سلكتها بنفسي مرتين" ووجد فيها العقيد القاص حيث يقول "أجمل ليلتين في حياتي تقريباً هما اللتان قضيتهما في قلب جهنم بنفسي فقط". وما مغزى انه يريد "الذهاب إليها دون جواز سفر، أعطوني نفسي فقط"؟
- وهل سيتمكن العقيد من انتزاع نفسه من الجماهير بفراره الى جهنم؟ كما يقول في القصة؟
- وهل ستنزع الجماهير " الخوذة الذهبية " التي يصفها العقيد في القصة بقوله " الخوذة الذهبية" خوذة السلطة، الذي يلبسها يصبح سلطاناً في التو والحين، ويستطيع الجلوس على كرسي الملك.. تنحني أمامه الملوك والرؤساء والأمراء، غصباً..يستطيع إحياء كل الشهداء حتى عمر المختار، وسعدون، وعبد السلام أبو منيار.. الذي يلبسها تصبح بين يديه أربعة آلاف مليون دينار أو أكثر أو أقل بقليل، عموماً يصبح في يديه خاتم "شبيك لبيك"، تلك الخوذة التي لا يريد تسليمهما لأحد قبل أن يموت!

المدهش في القصة طبعا هو شمولها على نبوءة أن الفيسبكيون هم الذين سوف ينتزعون الخوذة الذهبية، لاحظوا معي النص كما يورده الشاعر إبراهيم اسعد، ونجده يقدم له تفسير مغاير حيث يجد فيه أنه كود يشير الى أمريكا الابليس والنص يقول:

" ومن سيسرق خوذة السلطة من العقيد هانيبعل؟ سمعت أن إبليس حامل رقم 'صفر زائد واحد' قد استحوذ عليها مدعياً أنه ملاك وشهد له بذلك تشرشل وترومان".

- أليست الأرقام (صفر + واحد) هي لغة الكمبيوتر؟ إلا تشير هذه اللغة الكودية بأن العقيد قد تنبأ بنهايته على يد الفيسبكيون، الرقميون؟ الا يعزز ذكره بأن تشرشل وترومان سيقفات الى جانب من سيسرق خذوة السلطة، هذه القراءة؟
- فل تنبأ العقيد ايضا بأن بريطانيا- تشرشل وأمريكا- ترومان، سوف تكون إلى جانب الفيسبكيون أيضا؟

والاهم من ذلك كله...هل ستكون نهاية بطل قصة الفرار إلى جهنم هو سيناريو هروب العقيد إلى وادي جهنم؟ ام سيذهب الى هناك من دون جواز سفر..وربما ان ذلك يعني - جثة هامدة؟؟!!


أهذا هو لسان حال العقيد الآن والجماهير قذ ثارت لانتزاع خوذة السلطة؟ :
يا للهول!! من يخاطب الذات اللاشاعرة كي تشعر؟! من يناقش عقلاً جماعياً غير مجسد في أي فرد؟ من يمسك يد الملايين؟! من يسمع مليون كلمة من مليون فم في وقت واحد، من في هذا الطغيان الشامل يتفاهم مع من؟! ومن يلوم من؟! ومن المن ذاته؟!