عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2011, 12:10 AM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





كتب السومريون لغتهم المسمارية cuneiformwriting التي ابتكروها في فجر التاريخ وطوروها حتى صارت أداة طيعة تعبر عن مقاصد لغتهم المختلفة.


والسومرية لغة لصقية تستعمل السوابق prefixes واللواحق suffixes والدواخل infixes التي تضاف إلى جذر الكلمة الثابت، المؤلف عادة من مقطع واحد، لتؤلف سلسلة واحدة يخضع تشكيلها لنظام ترتيبي معين، وغالباً ما يستعمل هذا الجذر للدلالة على الأسماء والأفعال، إذ لايوجد فارق من الناحية الشكلية بين الاسم والفعل، ويتم التفريق بينهما بوساطة القواعد النحوية أو بإضافة زوائد مختلفة.



فرَّقت اللغة السومرية بين المفرد والجمع ـ لم تعرف المثنى ـ الذي تتم صناعته بإضافة لواحق أو بتكرار الاسم مثل:


kur-kur: البلاد الجبلية، كما كانت تفرق بين العاقل وغير العاقل، وكانت تستعمل الحالات الإعرابية لتحديد وظيفة الكلمة في الجملة.



كما أنها امتلكت نظاماً صوتياً بسيطاً يضم أربعة أصوات رئيـسة (u, i, e, a) و16 ساكناً، وهي لغة مهموسة، وذات جرس موسيقي بسبب غنى مفرداتها بالصوائت.



ولتعدد دلالات الكلمة الواحدة، فقد كان لكل منها نغم صوتي معين يحدد معناها، وينطق برفع الصوت أو خفضه، وهي بهذا تشبه اللغة الصينية.



عرفت السومرية أدباً غنياً ضم الأساطير والملاحم والأناشيد وأشعار الرثاء والحِكَم والأمثال والنصوص الدينية، التي غدت منهلاً للأدب البابلي الذي أعاد صياغتها وتقديمها. وقد دُوِّن كثير من هذه النصوص كتابياً للمرة الأولى في العصر البابلي القديم، وجرى نسخها في العصور اللاحقة بسبب اهتمام الملوك الآشوريين والكلدانيين بالآداب القديمة، وعلى رأسهم آشور بانيبال ومكتبته الشهيرة في نينوى.



وقد دُرِّست السومرية في المدارس الرافدية قروناً طوالاً بعد أن اختفت لغة حية يتحدث بها الناس، لكنها بقيت لغة العلم والثقافة والطقوس الدينية والسحر والتعاويذ، وصارت، من ثم، لغة كلاسيكية شبيهة باللاتينية في العصور الوسطى والحديثة.



عُثر على كثير من النصوص والقوائم المعجمية السومرية في أرشيف إبلا وماري وأغاريت وغيرها. وقد وجدت ألواح مسمارية يعود تاريخها إلى العصر الهلنستي، أيام حكم السلوقيين لبلاد الرافدين تحتوي كلمات سومرية مكتوبة بالأحرف الإغريقية. ولكن مع انتشار اللغة الآرامية والإغريقية والكتابات الأبجدية، بدأت السومرية وكتاباتها المسمارية تختفي تدريجياً حتى زالت من الوجود في القرن الأول ق.م واندثرت معرفتها حتى العصر الحديث عندما نجح الباحثون في النصف الأول من القرن التاسع عشر في فك رموزها ومعرفة تراثها الفكري العريق من جديد.



وقد بذل الباحثون جهوداً كبيرة في دراستها وشرحها ووضع قواعدها، وبدأوا بتأليف أول قاموس كبير ظهر المجلد الأول منه عام 1984، ولايزال مستمراً في صدوره ليشكل رافداً ومرجعاً أساسياً لدراسة التراث والحضارة السومرية.



محمد الزين



الموسوعة العربية






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)