عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2011, 01:07 AM
المشاركة 2
هالة نور الدين
شاعـرة مصـريـة
  • غير موجود
افتراضي



2- مَـواسِمُ الـكـسْتـنَـاء / هالة نور الدين








أغْمضُ صَرِيرَ اللحْظَّة
في تِلاوَاتِ السُّكُون


يُورِقُ الصِّبا
على عُرُوشِ الكسْتناء


أشْواق تَجْذبُ عُنقَ الحَنيِن
أيِّناكَ...


أرْتدُ لجَوفِي بَاحثةً عَنكَ


أصْدَاء
تُوقدُ الذِّكرَى بـ رَاحَتي الشِّتَاء


تَخْتبرُ شَرْعيةَ جَريَانِكَ
في حُقولِ نَبْضِي






يَتيمُ النِّدَاء
يَنْتفضُ .... يَفورُ


يَبسطُ سَواعدَه
لـ يطَوي الظِّلالَ الضَّالَة
بـ مَددِ عُنفوَان


يَمطُ حَوافَ الصَّبر
على كآبَاتِ الصَّمْت
فـ تَرتَاحُ أعْراضُ الصَّدى







تَغْتابُكَ الأمَاكِن
تَشِي بـ رَائحَتك


تُكفْكفُ مَسامَاتِ الوَحْشَة
بـ بَقايَا العَبقِ الهَائِم
شَهْوى التِفَات


تُغوينِي لـ
اسْتفزَ مَرايَا البَوحِ النَّائِمة
علَى مُحَيا الغِياب






يَقْرؤنِي الضَّجرُ مَليَاًً
يُكومٌ الحُنقَ
على صَدرِ الأحْبار


يُقيمُ زَفيرَ المَآقي
مَضاضَة وَجعٍ
تتَصببُ أنِيناً
على هَوامِشِ الوَقت


وتَغرسُ الصَّقيعَ
بـ مأوَى الأطْرَاف







عَالقَة الحَكايَا
في شِركِ البِدَايَة


تكنسُ غُبارَ الأرَق
عَن قَبَائِلِ الخَلاء


تَحْتسِي الدِّفء
عَلى أفْنانِ العَطشِ


تَندبُ بَهْجةَ المَساء المَنفيَّة
تَِغْمسُها
في ثَرْثرةِ البُكَاء






مَحشُوةٌ أنَّا
بـ مَواسمِ الكسْتناء


تُبللُ أكْداسَ الغَيم
تَشقُ بي المَدَى
وتَقذفُ بِي عَلى نَواصِيكَ


تَقترفُني دأباً
شَطرَ عَزمٍ يَافع
لا يَلِين
إثرَ انْتكَاسةِ بُعْد






أيِّناكَ


أزْرعُها
تُنبِتُ رُؤىً لوزيَّة


تُكممُ لُغةَ الغَيم
في صَدأِ النَّوايَا



يَا أنَّاي
المَغمُوس بـ حَنايَاي


تُرى
أيُّ غَيم سَيبْعثُكَ صَحواً


فيتَشكلُ بـ أرجَائِي
غَيثُ دنْدنتِكَ!




************




هالة نور الدين

بين جدران اللحظة , ثمة زاوية منكِ لم تنبشها تلاوات السكون ..
وعروش الكستناء تجلت لنا هنا .. كوجع شتاء يرتدي الصقيع وينزوي في صدر الليل ..
كمساحة شوق تزرعها التنهدات في بساتين كوكب بعيد ..
وحين تمرين بغدير الزمان , يراودك غضب الماء بأن تسقي شفاه جافة من الترانيم بحنين أمنية هاربة ..
حيث النداء يستفيق على الحناجر كي يرتل الصوت على نعاس صحوة باردة ..
فتصطف بين أفواج الصدى , نبرات تمحو الندم من هطول الشهقات ..
أدركت الآن أن روائح بوحك تحمل في هطولها الياسمين ..
فشكرآ كسنابل لوعينا لا تتراقص إلا لأنسام رقيك ..
مودتي