عرض مشاركة واحدة
قديم 02-17-2011, 06:12 PM
المشاركة 37
حسن الشيخ ناصر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأديب الكريم حسن الشيخ ناصر المحترم
يسعدني تواجدك القريب وعسى أن يمكنني تو ضيح وجهة نظري حول أسئلتك (الصعبة) ، ولنبدأ بعون الله :

السؤال الأول : بلا أدنى شك أن للبيئة أثرها الفاعل في شتى مجالات الحياة لاسيما الأدب ،
كيف تنظر للبيئة وأثرها في تبني رؤى الأديب ؟

**أرى أن أثر البيئة على فكر الإنسان بشكل عام هو أثر هام متشعب لا يمكننا نسيانه ، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى ، وكما نرى أن أدباء عرب هاجروا إلى بلاد بعيدة ، فأثرت بهم البيئة الجديدة ، فترى في كتاباتهم حنيناً وجدة ، قد لاتراها في كتابات زملائهم الذين لم يغادروا وطنهم ، لذا فقد تم تصنيف أدبهم بأدب المهجر ، هذا الأدب الذي صار له سمات ومزايا تختص به . .
**وأنا فهمت السؤال أنه كيف يمكن لمؤلفات من شعر ونثر وقصة أن تؤثر في البيئة المحيطة . ! فأقول والله المستعان . . بأن على الأديب أن يتحلى بالإيمان والصبر . . ويجعل عمله خالصاً لوجه الله . . ويعلم بأن تأثيره قادم . . لا شك في ذلك . . فقد ربينا على فكر ومؤلفات وفلسفة الأجيال التي سبقتنا . . وهكذا هو الحال في كل بقاع الأرض . . في بعض الأحيان . . يكون التأثير سريعاً صريحاً . . وفي بعضها الآخر يكون متدرجاً يتعشش في شعور الأمة ويؤثر بها ثم يرفعها . . وهكذا . .

السؤال الثاني : ما رأيك بالنظرة التي ترى بأن النتاج الأدبي مرآة عاكسة للعالم الذي يحيا فيه الأديب .

**إذا أخذنا المقصد من كلمة (العالم الذي يعيش فيه الأديب) بأنه مقصد مكاني ، فأقول . . كلا . . لا يرتبط الأدب بمكان النشأة أو التواجد بشكل حصري أبداً . .
أما لو أخذنا معنى جملة (العالم الذي يعيش فيه الأديب) بأنه مقصد نفسي يعني ويوضح العالم الذي يسبح فيه تفكيره ، ويسافر به إلى أية ممالك يرغب بها ، ويتأثر بأي كلمة وأي لحن وأية رؤى وأي أشخاص وبمختلف المشارب ويقرأ ويحلل ويطور . . إلخ . . فهذا هو عالم الأديب . . ونتاجه لا شك مرآة صادقة لكل ذلك .

السؤال الثالث : المرأة : الأم , الأخت , الزوجة , الحبيبة
كيف رصد الشاعر أحمد فؤاد صوفي هذا الحشد المهيب من الإيحاءات الإنسانية في كتاباته ؟

**أقول وبالله التوفيق . . يتمتع الأديب بحس عالٍ يمكنه من رصد الإيحاءات النفسية الشعورية ونقلها بحرفية كاملة إلى نتاجه الأدبي . . ولا شك أن كل واحد فينا قد تأثر في مرحلة نموه الأولى وطفولته ببيئته وبأشخاص محددين فيها ، ومن ناحية ثانية فلا يمكننا إغفال تأثير العائلة على الشخصية ، ومهما تكن حالة العائلة ، حسنة أم سيئة ، فإن لها تأثير عميق جداً على بناء الشخصية الإنسانية.
**بالنسبة لي فقد تأثرت بعائلتي وأمي بشكل خاص (أطال الله في عمرها) وتأثرت كذلك بعائلتي الكبيرة (آل الصوفي في مدينة اللاذقية) ، وتجد لمحة عن هذا التأثر الحقيقي والصادق جداً في الجزء الرابع من قصيدتي الدروب (منشورة في منابر) :

---------------------------

(4)

أينَ أنتِ يا أمي
إنِّي لا أشعرُ بدفءِ نفسي
إلا حينَ تخطرينَ ببالي
يا ضوءَ حياتي
أنتِ أنشودةُ المطرْ
أنتِ الجمالُ وقتَ السحرْ
أنتِ حورية ُ الحكايا
أنتِ هالة ُ القمرْ

---------------------------

وأوضح هنا أن (المصنع) الكائن في عقل الأديب يمكنه أن يخلط الرؤى والثقافات والمكتسبات الثقافية والعلمية والتجارب الشخصية وتجارب الغير والتجارب التخيلية ومنظر الناس ومنظر الطبيعة والتفكر في الكون والدين والفلسفة . . يمكنه أن يخلط كل ذلك ويخرج منتجاً اسمه * أدب * .

عزيزي . .
تقبل مني التحية والاحترام . .
دمت للخير وبه . .
الأخ الحبيب والشاعر المبدع أحمد فؤاد صوفي

شكرا لك على حرصك والدقة في الإجابة
شكرا لتواصلك وصبرك وفقك الله لكل خير

المزيد من الشكر والتقدير لشخصكم الغالي