عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 12:04 AM
المشاركة 11
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


2



ماذا يفعل الخريف المتأخر مع اضطرابات الربيع


ومخلوقات حرارة الصيف


وقطرات الجليد تئز تحت الأقدام


وصقور رمادية حمراء


تحوم عالياً ثم تهوي


والزهور المتأخرة مع الجليد المبكر؟


تدور البروق مع الأنجم الدوارة


تتشبه بمركبات الإنتصار


منتشرة في حروب الكواكب


العقرب يصارع الشمس حتى تهبط الشمس والقمر


وتبكي النيازك ويطير الأسد صائداً السماء والسهول


طائراً في زوبعة ستأخذ العالم إلى تلك النار المحرقة


التي تشتعل قبل أن يسود الجليد


كانت هذه طريقة في القول؛ ليست مرضية تماماً


دراسة هامشية في إطار شعري بال


تترك المرء فى صراع لا يحتمل مع المعانى

والكلمات


لا يهم الشعر، ولم يكن (لو بدأنا مرة أخرى)


ما كان المرء يتوقع


فماذا يجب أن تكون قيمة ما تعلق به الأمل طويلاً


من الهدوء والسلام الخريفى وحكمة

العمر؟


هل خدعونا أم خدعوا أنفسهم كبار السن ذوى الصوت الهادئ؟


هل أورثونا مجرد خدعة؟


ولم يكن السلام سوى ذل متعمد


ولا الحكمة سوى معرفة الأسرار الميتة


لا تفيد في الظلام التي تتلصص فيه


هناك يبدو لنا في أفضل الأحوال مجرد قيمة محدودة


في المعرفة المستفادة من الخبرة


حيث تفترض المعرفة إطاراً للتزييف


والإطار جديد في كل لحظة


وكل لحظة تقييم جديد مذهل لكل ما كنا


والأمر الوحيد الذي لم ننخدع فيه


هو ذلك الذي لم يعد الخداع يضر به


في المنتصف


ليس فقط في منتصف الطريق


ولكن طوال الطريق


في غابة مظلمة أو خميلة


أو على حافة هاوية حيث لا مستقر أمين لقدم


حيث تتهدده الغيلان والأضواء الباهرة والمتعة والمخاطرة


لا تحك لي عن حكمة كبار السن بل عن حماقتهم


وخوفهم من الخوف والجنون، وخوفهم من التملك


ومن الإنتماء إلى آخر أو آخرين أو الله


الحكمة الوحيدة التى نأمل فى اكتسابها


هي حكمة التواضع


فالتواضع لانهائي


المنازل جميعاً راحت تحت الجبل


الراقصون جميعاً راحوا تحت التل




يتبع
.
.



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)