الموضوع
:
كيمياء الدماغ : الثورة العلمية الحديثة والإيمان - كتاب د. خالص جلبي
عرض مشاركة واحدة
02-03-2011, 09:26 AM
المشاركة
20
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
في مجال الانثروبولوجيا!
-
في ( الانثروبولوجيا ) استطاع الأمريكي ( دونالد جوهانسون ) انتشال هيكل ( لوسي
lucy
) المدفون في طبقات الأرض (16) في مثلث عفار في الحبشة.
-
بتطبيق تقنية ( الارغون ـ البوتاسيوم ) المشع ، أمكنه أن يحدد عمر انثى تمشي منتصبة بطول 120 سم ، وبحجم دماغ لايزيد عن 450 سنتمتر مكعب ، يعود الى زمن سحيق يرجع الى 3,2 مليون سنة .
-
كم استطاع زميله ( تيم وايت
tim white
) وبواسطة تمويل سيدة أمريكية ثرية محبة للعلم ، أن يعلن عن كشف أقدم هيكل عظمي عرف حتى الآن ، يعود الى 4,6 مليون سنة ، ضارباً الرقم القياسي في عمر الانسان السحيق ، أعطاه اسم ( ارديبيثيكوس راميدوس )(
ardipethicus ramidus
) ) في اقتراب حثيث لجذور وجود الانسان الأولي التي تقدر بـ ( 5 - 7 مليون سنة ) في أهم كشف انثروبولوجي حتى الآن في قصة الانسان الذي اكتشفه.
-
جاء في تقرير بقايا الانسان الذي عثر عليه ما يلي : لربما كان مريضاً فانهار صحياً ، أو ضالاً فتعثر فسقط في الحفرة !! قد يكون تضعضع من تسمم دموي من عقابيل جرح ملوث؟ الشيء الأكيد أن الضباع والوحوش المفترسة لم تعثر عليه ، بعد أن انحشر في حفرة ضمت جسمه البالي فمات فيها . لو عثرت عليه لتركت بدون ريب بصماتٍ أسنانها على عظامه !!
-
بقايا الهيكل العظمي لهذه الجثة عُثِر عليه في حوض ( آواش ) الأوسط في الحبشة بشكل غير كامل ، من خلال الحفر في طبقات الأرض الجافة .
-
وعندما وضعت للدراسة الانثروبولوجية كانت النتيجة صاعقة تماماً ؟!!
-
الهيكل العظمي يعود الى ( 4.4 = حوالي أربعة ونصف مليون سنة ) ؟!!
-
هذه الضربة المحكمة الانثروبولوجية التي قام بها العالم الانثروبولوجيي الأمريكي ( تيم وايت )(
tim white
) قفز بها في رقم وجود الانسان الى رقم قياسي جديد (
record
) فالأرقام السابقة لم تتعدى (3.8 ) مليون سنة ، كما أن انسان لوسي لم يتجاوز (3.2) مليون سنة>
-
هذا الكشف يصب في خانة السؤال الجوهري والمحوري : كم أصبح للانسان يدب على وجه الأرض ومنذ متى بدأت قصته على وجه التقريب ؟؟
-
عندما يسبح الانسان بفكره مع الزمن فيتصور بناة الاهرام وهم يكدحون في رفع هرم خوفو ، أوحملة كزركسيس على ضفة البوسفور وبداية الماراتون ، أو فيلة هانيبال وهي تعبر جبال الألب ؛ أو ابن خلدون وهو متدلي في سلة من سور دمشق يسعى لمقابلة السفاح تيمورلنك ، فإن الشعور الذي يستولي عليه طول الزمن وعمقه ، ولكن كل ما ذكرنا لا يقف إلا كلمح البصر أو هو أقرب ، مع بداية قصة الانسان ودبيبه على ظهر البسيطة .
-
هرم خوفو بني في العام ( 2570 ) قبل الميلاد فهو يبتعد عنا في الزمن أقل من خمسة آلاف سنة ، فإذا وضعنا رقم عمر هيكل ( ارديبيثيكوس _ راميدوس )الذي انتشله تيم وايت من طبقات الأرض في شرق الحبشة وقارناه مع زمن نهوض الحضارة المصرية وحملة بناء الاهرامات ؛ فإن الرقم يقترب من واحد الى ألف.
-
أي أن رحلة الحضارة الانسانية تمثل الصفحة الأخيرة من كتاب ( قصة الانسان ) الذي بلغت سماكته ألف صفحة.
-
هذا يفصح عن حقيقة مزلزلة عن الزمان الطويل الذي قضاه الانسان قبل دخول حياة الحضارة والمدينة ، وتُضاء الآية القرآنية إضاءة جديدة في ظل هذا الكشف المثير ( هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً )، وكيف سيكون شيئاً مذكوراً وهو لم يدخل التاريخ بعد ، الذي سيكتب عن رحلته.
-
الانسان حتى قبل عشرة آلاف سنة كان يأكل الوحوش والوحوش بدورها تأكله ، وكان أقرب الى العري ، كل همه أن لا يموت جوعاً ، وبقي الوضع هكذا حتى دخل مرحلة الثورة الزراعية ؛ فتخلص من ضغط الخوف من الموت جوعاً ، لأول مرة في تاريخه الطويل ، منذ عهد انسان ( تيم وايت ) الذي أيقظوا عظامه من مضجعها للدراسة والبحث !!
-
انسان العالم الانثروبولوجي الأمريكي ( تيم وايت ) والذي أعطاه اسم : جذر الانسان القادم من الأرض ( أردي بيثيكوس راميدوس ) عندما مات كان شاباً يافعاً تشهد على ذلك أضراسه الطاحنة المكتملة ، ولكن طوله لم يتجاوز ( 120 ) سنتيمتر !! يمشي منتصباً على قدمين ، طويلاً بما فيه الكفاية ، ولكنه أقرب أن يكون أنثى التي هي في العادة أقصر من الرجل .
-
ومن عظامه المتناثرة التي بلغت حوالي ( 106 ) قطع أمكن تحديد معظم أماكنها من الجمجمة والكتف والحوض والذراع والأطراف السفلية.
-
أهم ما تم الوصول إليه وأكثرها مدعاة للإثارة رؤية اليد والقدم كاملتين ، لأنه من القدم يعرف طرفاً من المشي المنتصب ، ومن اليد قصة تحررها وانطلاقها للانتاج ، بدلاً من الاعتماد عليها في المشي ، كما هو الحال عند الغوريلا والشمبانزيا وقرد البابون.
-
مع تحرر اليد انطلق الانسان نحو ثورة تصنيع الأشياء ، فقفز من مستوى السكين الحجرية الى التكنولوجيا النووية .
-
وهو فارق هائل بين مخلوقين ومفرق طريق بينه وبين القردة وبقية الحيوانات ، بين مصير مهدد بالزوال والانقراض ، ومصير كائن يسيطر على الأرض ويستعد لإعمار بقية الكواكب ، أو حتى إفناء نفسه .
رد مع الإقتباس