عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2011, 12:00 AM
المشاركة 829
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من رسائل مي زيادة إلى جبران:
جبران
مامعنى هذا الذي أكتبه؟
إني لا أعرف ماذا أعني به! ولكني أعرف أنك "محبوبي"
وإني أخاف الحب, أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير
الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير, كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا
وكيف أفرّط فيه؟ لا أدري
الحمد لله أني أكتبه على ورق ولا أتلفّظ به, لأنك لو كنت حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام
ولاختفيت زمناً طويلاً, فلن أدعك تراني إلا بعد أن تنسى .. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها أحياناً لأني بها حرة كل هذه الحرية
قل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى
فإني أثق بك, وأصدق بالبداهه كل ما تقول
وسواء كنت مخطئة فإن قلبي يسير إليك, وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً حواليك, يحرسك ويحنو عليك
غابت الشمس وراء الأفق ومن خلال الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة
أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟ ربما وُجد فيها من هي مثلي، لها جبران واحد
تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء وتعلم أن الظلام يخلف الشفق وأن النور يتبع الظلام وأن الليل سيخلف النهار والنهار
سيتبع الليل مرات كثيره قبل أن ترى الذي تحبه ... فتتسرب إليها كل وحشة الشفق
وكل وحشة الليل، فتلقي القلم جانباً لتحتمي من الوحشه في اسم واحد "جبران"!

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)