[ الصورة الذهنية الكاذبة ] إن ما يدفع الإنسان نحو الملذات واقتناء أنواع المتاع ، هو الصورة ( الذهنية ) المضخمة - التي لا تطابق الواقع غالبا - لتلك اللـذة .. والسر في ذلك كما يذكر القرآن الكريم ، هو تزيين الشيطان ما في الأرض للإنسان بحيث لايرى الأشياء كما هي ، ومن هنا أمرنا بالدعاء قائلين : { اللهم أرنا الأشياء كما هي }.. ولطالما يصاب صاحبها بخيبة أمل شديدة عندما يصل إلى لذته ، فلا يجد فيها تلك الحلاوة الموهومة ، وبالتالي لا يجد ما يبرر شوقه السابق ، كالأحلام الكاذبة التي يراها الشاب قبل زواجه .. ويكون ( تكرّر ) هذا الإحباط مدعاة ( للملل ) من الدنيا وما فيها .. وهذا هو السر في استحداث أهل الهوى وسائل غريبة للاستمتاع يصل إلى حد الجنون !.. أما النفوس المطمئنة - بحقيقة فناء اللذات وعدم مطابقة الواقعية منها لما تخيلها صاحبها ، بل وجود لذائد أخري ما وراء اتجارب المعاناة والإحباط ، لاكتشافهم الجديد الباقي لحس لا تقاس بلذائذ عالم الحس - ففي غنى عن حتى في عالم اللذات ، إذ أن كل نعيم دون الجنة مملول . 18 1 2011