عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2010, 08:49 PM
المشاركة 18
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أليس غريبا أن تتفق كل الفقرات السابقة
مع مبادئ الثورة الفرنسية
(الحرية – الإخاء – المساواة)
والتى اتخذت الثورة الفرنسية مبادئها من أفكار الفلاسفة:
"جان جاك روسو" و"فولتير" و"مونتسكيه"
لا ليس غريبا لأن فرنسا والثورة الفرنسية هى أصل العلمانية بأوربا
ومبشرو الثورة الفرنسية من أقطاب الحركة الماسونية

إلا أن انتماءهم للماسونية كان مخفيا فلم تعرف به قيادات وشعب فرنسا


هل نصل أن فكرة الثورة الفرنسية أساسا هى فكر ماسونية خالصة لتدعيم فكرهم


كلا
فكرة الثورة الفرنسية كان شعبية خالصة وحركة جماهيرية عملاقة ثارت على تردى الأحوال وبدأت بمظاهرات حاشدة اتجهت لسجن الباستيل أولا ثم هاجمت مقار الحكم الإمبراطورى نتيجة للتعسف الديكتاتورى الذى ارتكبه لويس الخامس عشر فى حق شعبه وهو صاحب المقولة الشهيرة
" أنا فرنسا .. وفرنسا أنا "
ثم هاجمت المظاهرات قصره وقتلوا ونهبوا فى ثورة حمراء كان أول ضحاياها الكبار مارى أنطوانيت زوجة لويس الخامس عشر

بعد قيام الثورة وظهور قياداتها استولت على أفكارها جبهة مفكرى العلمانية والماسونية وقادتهم لتحقيق بعض أهدافها الخفية
وتواصلت العلاقة الخفية حتى برهنت الماسونية على أخطر عملية فى العصر الحديث لها تقريبا
وهى عملية انشاء منظمة " الفرانكوفونية "
وهى المنظمة التى يترأسها بطرس غالى أمين عام الأمم المتحدة الأسبق
وتشارك فيها للأسف بعض الدول العربية إما عن قصد وإما عن جهل
وتظهر المنظمة بواجهة بريئة وهى إعادة اللغة الفرنسية للدول الناطقة بها !
وقامت المنظمة بغزو افريقيا ثقافيا بمساعدة أقطاب الدول العربية للأسف الشديد
وعند تقسيم الغنائم والتى تتمثل فى عقود بمليارات الدولارات
غابت الدول العربية عن التقسيم وظهرت إسرائيل لتستأثر بتلك العقود مع فرنسا والشركات المتعددة الجنسيات التى تقف خلفها الماسونية بطبيعة الحال
ولا عزاء للحمقي طبعا !!




وهذا عن طريق الشركات العملاقة عابرة القارات
التى قد تصل مقدار رؤوس أموالها لبعض ميزانيات الدول العالم الثالث
لا توجد شركة عملاقة فى العالم أجمع متعددة الجنسيات تخرج عن نطاق تلك المنظمات
وكما أسلفت القول فى الموضوع الرئيسي

تقوم تلك الشركات بأعمال وتتدخل فى قرارات تعجز عنها حتى الولايات المتحدة ذاتها

ولكى يتم التوضيح أكثر
فالعالم عرف من فجر التاريخ معنى الجريمة الفردية واستمرت العصور التالية تعرفها ثم تطورت فى العصر الحديث بدء من القرن الثامن عشر لتتحول الى جريمة التنظيمات العصابية البسيطة التى تشهدها معظم الدول وتختلف باختلاف المجتمعات
وفى العادة كانت أفراد تلك العصابات متناحرة فيما بينها وتسكن الجبال والمناطق المتطرفة فى الدول المختلفة
كما حدث مع عصابات الجبال فى صعيد مصر وعصابات المخدرات فى الوجه البحرى
وأيضا عصابات النينجا التى تكونت فى اليابان لتقوم بمواجهة سطوة الساموراى ثم تحولت الى قطاع الطرق والجرائم الغصبية
وأيضا عصابات الولايات المتحدة والتى مثلتها عصابات آل كابونى الشهيرة

ثم جاء القرن التاسع عشر حاملا تطورا مريعا فى الجريمة
حيث عرف العالم لأول مرة معنى الجريمة المنظمة
بعد أن دخل العالم عصر التطور الصناعى الهائل ولم يعد الأمر قاصرا على الأعمال الزراعية
وظهرت كيانات المال والأعمال والتى احتاجت بالطبع الى حماية مصالحها
فعرفت الدول الصناعية الكبري معنى الجريمة المنظمة
وهذا المصطلح معناه أن العصابات بشكلها القديم تنحت جانبا لتخرج العصابات فى شكلها الحديث وتتحول لكيانات مستقلة داخل الدول تضم القوة والنفوذ والمال الوفير وتزرع رجالها فى شتى المناصب الحكومية والسياسية ليكفلوا لها الحماية
وتدخلت العصابات المنظمة لمناصرة بعض الأنظمة السياسية لايصالها للحكم ثم مطالبتها بالمقابل فيما بعد
وكان أول مثال للجريمة المنظمة ظهور منظمة المافيا الإيطالية والتى بدأت كعصابات عادية تطورت فيما بعد لمنظمات إجرامية متعددة
ثم هبط نشاطها بعد أن انفرد موسولينى بحكم ايطاليا وقام بدحرهم بالقبضة الحديدية والحكم العسكري الذى لا يعرف أدلة أو خلافه
فهاجرت المنظمة للولايات المتحدة وتشعبت هناك ثم عادت خلاياها للظهور بإيطاليا لتقوم بمساعدة الحلفاء فى نهايات الحرب العالمية الثانية لتسقط ايطاليا بسهولة فى قبضة القوات الأمريكية بالرغم من دخول القوات الألمانية لنجدتها
ومنذ ذلك الحين سيطرت المافيا على ايطاليا وأيضا على الولايات المتحدة
وظهرت أيضا المافيا اليابانية " الياكوزا " واتخذت نفس الأسلوب وعند انهيار الحكم الشيوعى الديكتاتورى فى روسيا ظهرت المافيا الروسية لأنها لا تخرج برأسها إلا فى الأنظمة الديمقراطية التى تسمح لها بحرية الحركة

وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية كانت الجريمة المنظمة مستقلة عن نشاطات المنظمات الماسونية أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد تشكل تحالف القوى واستطاعت الماسونية بنفوذها وقوتها الهائلة تطويع منظمات الجريمة لمصالحها عبر تبادل الفائدة

وتتركز نشاطات الجريمة المنظمة فى مجالات متعددة إلا أنها تتميز بالإستقلال النسبي
فهناك منظمات مختصة بتجارة السلاح وقفت بشكل أساسي خلف تفجير الحروب العرقية فى مختلف أنحاء العالم لتزدهر التجارة على حساب ملايين الأرواح
وأيضا هناك المنظمات المختصة بنشاط تجارة المخدرات والتى تنقسم بدورها إلى عدة مجالات تختص كل منظمة بنوع معين من المخدر
فالأفيون فى الصين والكوكايين فى أمريكا الجنوبية وفى بعض دول أوربا تخرج المبتكرات الكيماوية الجديدة
كما تختلف مراكز التوزيع عن مراكز الإنتاج
ففي الدول السابقة يتركز الإنتاج وتختص تركيا واليونان وبعض دول الإتحاد السوفياتى السابق وايطاليا والولايات المتحدة بمهمة التوزيع عبر شبكات بالغة التعقيد
كما أن هناك مجالات التجسس الخاص وهى مجالات مضروب حولها السرية المطلقة إلا أن عملها يفوق فى أثره سائر أنواع المجالات الأخرى بما فيها تجارة السلاح

هذا هو العالم الجديد بصورته الحالية فى عهد ما بعد الجريمة المنظمة والذى يمكن تسميته بتحالف الشيطان
هذا هو الزمن الأمريكى