عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2010, 08:42 PM
المشاركة 15
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

جاء الإعتراض التالى على المعلومة السادسة ,,

كيف تكون زيادة الشكان وهمية ولا وجود لها ، دعنا لا نأخذ بأرقام معهد التخطيط ولا نأخذ برأى أى أحد
ألست معى انه فعلا يوجد زيادة سكانيه ن أنت من مصر وتعلم ان الميكروباص((14 راكب)) يستوعب حوالى 35 راكب
الم تر ((رمسيس )) الساعة 2 ظهرا كيف تكون ؟؟



وكان الرد ...

وهل مصر هى ميدان رمسيس .. أو القاهرة الكبري وحدها .. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لا يؤخذ الأمر بهذا القياس يا أختاه
فهناك علم كامل اسمه علم التخطيط مبادئه سهلة وواضحة .. ومنها ضرورة تناسب التوزيع الجغرافي مع عدد السكان .. فمصر مساحتها مليون كيلومتر مربع ..
ويبلغ عدد السكان وفق آخر الإحصائيات 82982364 نسمة
ولو أن التوزيع الجغرافي سليما لما ظهرت الزيادة التى تحدثت عنها بل لعاشت المدن المصرية فى بحبوحة من المساحة غير متصورة
ولقياس ذلك وتصوره تعالى نلقي الضوء على بعض المعلومات البسيطة التى تمثل مدى فداحة أخطأء التوزيع الجغرافي وتأثيرها
بداية يتركز 97 % من سكان مصر فى شريط ضيق حول وادى النيل وحده لا تكاد مساحته تمثل شيئا معتبرا فى مساحة مصر الكلية إذ تمثل حوالى 4 % فقط من مساحة مصر الإجمالية وتمثل 20 % فقط من المناطق الصالحة للسكنى
هذا مع العلم أننى لا أتحدث عن مساحة الصحراء أو المناطق غير المأهوله بل أتحدث عن نسبة التركيز فى وادى النيل بالنسبة لمساحة الأرض المنزرعة أو القابلة للمعيشة السكانية وتغيب عنها خطط الحكومات المتعاقبة وهى مساحة بلغت أخيرا حوالى 8.2 مليون فدان

أى أننا لدينا مساحة مهولة غير مسكونة ونتركز فى شريط بالغ الضيق على نحو عشوائي ثم نشكو من صعوبة الإزدحام
وحتى فى وادى النيل ..
ربما كان الأمر سيبدو مقبولا لو أننا نشغل مساحة وادى النيل بشكل متناسب إلا أن ما يحدث هو العكس
فحوالى 40 % من سكان مصر يتركزون فى القاهرة والإسكندرية وحدهما وبلغت نسبة الكثافة السكانية فيهما 1041 نسمة فى الكيلومتر المربع
بينما توجد مناطق فى مصر ومأهولة فى سيناء مثلا وفى الواحات تبلغ نسبة الكثافة السكانية فيها 40 فردا لكل كيلومتر مربع
ولهذا تجدين الزحام بالقاهرة والإسكندرية لا يطاق بينما هو فى بعض محافظات الصعيد منعدم تقريبا ولو نزلت للشارع فى قلب النهار لما وجدت أحدا فى بعض القري
هذا ناهيك عن الإهمال المتعمد من الحكومات المتعاقبة تجاه أمر الهجرة من الريف ومنح التراخيص المختلفة للسيارات سنويا بالمدن المختنقة كالقاهرة
فالقاهرة وفقا لدراسات المعاهد القومية لا تحتمل أكثر من 400000 ألف سيارة بينما عدد السيارات المرخصة حتى اليوم فقط بلغ مليونا وستمائة ألف سيارة ومركبة

فهل هذا كله بسبب زيادة عدد السكان ؟! أم سوء التخطيط

والتقصير الحكومى من الحكومات المتعاقبة يتضح فى عدة بنود رئيسية أهمها
* تركيز نسبة 90 % من الوزارات والمصالح والإدارات الحكومية فى القاهرة .. وفشل الحكومات فشلا ذريعا فى مجرد نقل الوزارات والمصالح للمدن الجديدة فى ضواحى القاهرة بينما المطلوب نقلها نهائيا من العاصمة
* الهجرة الداخلية لا يتم وقفها بلوائح أو قوانين وإنما يتم وقفها عن طريق تركيز المشروعات الخدمية فى سائر الدولة لا سيما بخط الصعيد من المنيا حتى أسوان والذى تعد فيه فرص العمل منعدمة تقريبا لندرة وجود المصانع أو المؤسسات التى تستوعب العمالة المتزايدة فيكون الحل الهجرة إلى المدن الكبري لتفتح فرص العمل بها
* إصرار الحكومات على البقاء بالعاصمة مع سائر المصالح التى تم بناؤها منذ عشرات السنين مثل ومثلا إختراع مجمع التحرير الذى يمثل كارثة تنظيمية لا زال قائما وهو مبنى بالغ الضخامة يضم عددا هائلا من المصالح الخدمية التى تستقطب زوارا وعملاء بالآلاف يوميا لقضاء مصالحهم
* إهمال ملايين الأفدنة المستصلحة بالفعل والتى لو تم منحها لشباب الخريجين لمثلت رئة أخرى ومصر جديدة تولد على جانبي الوادى .. لكن الحكومات أهملت الميزانيات المطلوبة لمد تلك الأراضي ودعمها
* إهمال التنمية إهمالا تاما بالصعيد على نحو كان من نتائجه الطبيعية غياب الإستثمار عنها فكيف يغامر القطاع الخاص بمشروعات عملاقة فى بلاد تفتقر للبنية الأساسية ولا زالت بعض القري تفتقد لخدمة الكهرباء بينما سائر القري فى مصر تعانى من تلوث مياه الشرب !
* إهمال المشروعات المحفزة كمشروع الدكتور فاروق الباز عن ممر التعمير وهو الذى سيحيل الصحراء لجنة خضراء لو تم تنفيذه وكذلك مشروع مثل مشروع استغلال منخفض القطارة والذى تم إهماله والأسباب غامضة ..
* تعانى مصر من مشاكل لا حصر لها فى ثرواتها الطبيعية المهدرة مثل الثروة السمكية بسبب المزراع التى يتم منح تصاريحها لأصحاب النفوذ وأيضا فى الأراضي المنزرعة بالثمار غالية الثمن والتى يمتلكها أيضا أصحاب المال والأعمال مما يعود بالسلب على الزراعة الأساسية كالقمح وهو ما يؤدى لمشكلتين فادحتين
أولهما نقص المياه " وياللسخرية فى وجود النيل "
ثانيهما نقص الغذاء وهذا طبيعى لأننا لا زلنا نستورد القمح

هذا عن مشكلة الترتيب السكانى وهو الترتيب المفقود والذى لو تم التدخل لإصلاحه ولو بنسبة الربع فلن تعانى مصر من أية اختناقات ولو كان عدد السكان ضعف العدد الحالى

ونأتى للمشكلة اللصيقة بها وهى مشكلة الموارد
فمصر من أغنى دول العالم .. وربما تبدو العبارة مضحكة أمام حقيقة أن 50 % من سكانها تحت خط الفقر لكن الحقيقة العلمية ثابتة ومنطقية
فمصر من أغنى دول العالم بالفعل غير أنها تعانى فى الموارد أيضا من سوء التناسب فثروات مصر تتركز فى يد خمسة فى المائة فقط من السكان
وللمعلومة فقط يبلغ عدد السوبر مليونير أو الملتى مليونير فى مصر حوالى خمسين شخصية تزيد ثرواتهم عن 10 مليار دولار .. ولك أن تتخيلي الرقم .. " عشرة مليارات دولار "
بينما يبلغ عدد المليونيرات فى مصر حوالى مليون ومائتى ألف مليونير تتراوح ثرواتهم ما بين عشرة ملايين إلى مائة مليون دولار
بينما عدد المليونيرات فى السعودية مثلا يبلغ 89 ألف مليونير فقط

أتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت