عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 09:07 PM
المشاركة 25
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدم المراق (ج2)



عندما رأى القرون تقرتب


ولكن الأمهات المرعبات


رفعن رؤسهن


وعبر الحقول


ريحُ أصواتٍ سريّةٍ ارتفعت


صارخةَ بالثيران السماوية


- رعاةِ الضبابِ الشاحب-


أنه لا يوجد أميرٌ في أشبيلية


يمكن أن يُقارنَ به


ولا يوجد سيفٌ كسيفه


ولا قلبٌ كقلبِه


كنهرٍ من الليوث


كانت شجاعتُه الباهرة


وكتمثالِ رخام


كان اعتدالُه الصلب


هواء روما الأندلسية


طلى له رأسه


حيث كانت ابتسامته نرديناً


من الذكاء والظرف


ياله من مصارعٍ رائعٍ في الحلبة


ياله من مزارع ماهرٍ في الجبال


يالرقته حين يحمل الحزمة


يالقسوته حين ينخس الحصان


يالنعومتهِ عند الندى


يالروعتهِ عند الاحتفال


يالضخامتهِ حين رمى


آخرَ رماحِ الظلام


ولكنه الآن ينام بلا نهاية


الآن الطحالب والأعشاب


تفتح بأناملَ واثقة


زهرةَََ جمجمتِه


والآن دمه يتدفقُ مغنياً


مغنياً عبر الحقولِ


والمروج


متزحلقاً على القرونِ الباردة


متداعياً بلا روحٍ وسط السديم


متعثراً بين ألف حافر


مثل لسانٍ طويلٍ أسود حزين


ليشكلَ بركة لوعةٍ


قربَ نجماتِ نهرِ كواديلكويفير


آهٍ ياجدارَ أسبانيا الأبيض


آهٍ ياثورَ الحزنِ الأسود


آهٍ يادمَ أجناسيو الغالي


آهٍ ياكلَ عندليبٍ في وريدِه


لا


أنا لن أراه


لا كأسَ يمكنُ أن يحتويه


لا سنونوَ يمكنُأن يشربَه


لا صقيعَ ضياء يطفيء نارَه


لا أغنيةً لا مطراً من الليلكِ الأبيض


لازجاجَ يغطيهِ بالفضةِ


لا


أنا لن أراه




ترجمة: عدي الحربش

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)