عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 09:04 PM
المشاركة 24
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
على جزأين هذه القصيدة



2



الدم المراق





أنا لن أراه
قل للقمر أن يأتي
لأني لا أريد أن أرى دم إجناسيو

على الرمال


أنا لن أراه


القمر مشرع الأبواب


حصان الغيوم الراكدة


وحلبة الثور الرمادي مع الأحلام


وأشجار الصفصاف في البريرا


أنا لن أراه


أشعلْ شمعة ذكراي


أدفئ ياسمينَ


ذاك البياضِ الدقيق


أنا لن أراه


بقرة العالم العتيق


لعقت بلسانها


خرطوم الدم


المراقِِ على الرملِ


وثيران جويساندو


نصفها ميت، ونصفها حجر


أطلقت خوارها كفيلقين رومانيين


عاثا في الأرض فساداً


لا..


أنا لا أريد أن أراه


أنا لن أراه


إجناسيو صعد عالياً وحلق


رغم ثقل الموت على كتفيه


حلقَ قاصداً الفجر


ولكن الفجر لمن يكن هناك


هو يبحث عن صورته الواثقة


ولكن الحلم فاجأه


هو بحث عن جسده الجميل


ولكنه لاقى دمه المراق


أنا لن أراه


أنا لا أريد أن أسمعه ينزف


وأسمع الصوت يخفّ ببطء


ذاك النزيف الذي يضيء


كراسي الحشود، ويتدفق


على الجلود المدبوغة والأقمشة المضلعة


للحشود العشطى


التي تدعوني الى الاقتراب


لا تطلبوا مني أن أراه

عيناه لم تغمضان


ترجمة: عدي الحربش

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)