عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2010, 04:10 AM
المشاركة 25
حسن الشيخ ناصر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: نصوص بأقلام رواد منبر قصيدة النثر هام جدا


لولية25 / علي محمود عبيد


إيه يا لوليتى ..هاكِ معْوَلى
هيا اضربيهِ فى صخور اللغةِ
تسقطين صمتى..نبقةً
على حافةِ ترعةِ الكلامْ
بينما العصافيرِ
تشقشقُ من فوقى
تبنى أعشاشَها وتسافرُ
فى الجهاتِ الأربعِ
وأنأ أستحمُّ
فى ميعة الشفاه المغسولة بالرذاذِ
فوقَ طريق المراجعةِ
متنا
على أمواه الترعةِ
وبطشةُ الحبرِ
تمور فى تتابعِ الأيامِ
شريطاً
فالماء
يغمرُنى إلى ما فوقَ دماغى
ويمينى فى الهواءِ
خيط الرحمةِ
قشَّتُهُ
بينَ أصابع كفى
تسلم لليسرى ورقةً
فعنقاً
فغصنا
ففرعا
شدَّنى إلى الأعالى
فارتفع الجسدُ المغمورُ
إلى حرفِ الدُّنيا
ملأتُ رئتى الهواءَ
ألقانى الفرعُ بالساحل
لاعدوّاً لى يأخذُنى
لايستظلُّ جلدُ الحرف يقطينةً
إلاَّ جوافة
ناضجةً
فى فستانها الأبيض الأصفرِ
سرَّتْ ناظرىَّ

ها هى ذى الثمرةُ
تتدلى قنديلا
فى فرعٍ علْوىٍّ
فى حجم قبضة اليدِ
قلباً يغرينى بالقطافِ
تصلح هديةً لأمى
حين تصحو
من قيلولتها
فوق سرير المرضِ
حين فتَّحتْ وجدتنى
كانت الرغبةُ طازجةً فى عينىْ
قالت : كلها أنتَ ياصغيرى..
فهى لكْ.

بعدها رحتُ أطاردُ الفراشاتِ
واحدةً..واحدةً
فى الممشىَ

واخترتُ الأصعبَ والأقصى
ترتفعُ
وتنخفضُ
تروح هنا وتروح هناكَ
تحاورنى
وتداورُنى
وإذ حطت فى مرسىُ
عبَّاد الشمس
رحتُ إليها طارتْ
(آهٍ لو تتوقفْ)
رحتُ إلى الساقيةِ الدوَّارة
ما عاد لها هُدْىٌّ
أو نافٌ
إذ بدلناها
ماكينةَ رفْعِ الماء
ما عاد الثورُ يدورُ مغمَّى ..
اليافعةُ
على رأس البرْكةِ
تهرسُ قدماها
معجنةَ الطين ِ
إلى أن يتجانسَ صلصالا

مازالت ْ ذاكرتى
تطبع
بقعَ الحبرعلى قارعتى

تلك الأيام وقد مرَّت
وليالٍ كنسائمَ صيفٍ

ها أنا ذا أغرتنى النبقةُ
فدخلْتُ جرابَ الموتِ
برغبتى الجارفةِهنا
يا لجنونى الأزرق
وجمال الأزهار الصفراء
والمقهورة سلَفاً
إذ تتدلى اللولية

لمعَتْ ظُهْرَ اليوم
على خدِّ امرأتى
عندئذٍ
انفطر فؤادى.



29/6/2010م
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــ
من مجموعة "لولياتنا"