عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2010, 03:39 AM
المشاركة 17
حسن الشيخ ناصر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: نصوص بأقلام رواد منبر قصيدة النثر هام جدا


طيشُ شقيق الترابِ / عامر عثمان


1 ـ
كفاكَ تباهياً بذاكَ السيجار الكوبيِّ الفاخرِ
الملفوفِ من أوراقِ الغَيم ِ
تَنفثُ
عُهرَاً
وغِوايةً
و رياءً
كفاكَ نَزقاً حَدَّ الطيشِ
كفاكَ فَوضىً
كفاكَ أقداراً مرتَبكةً
ـ 2 ـ
لن تغريني كلُ قِلاعكَ الفَارِهة
كنْ كما أَنتَ بمداكَ المرصَّعِ بالصدى
وأقرَاطكَ المَشغولةِ من لُهَاثِ الآدميين
كماردٍ بَليدٍ
ـ 3 ـ
تَنفُضُ عَنكَ جِهاتَ التَائِهينَ حَدَّ الارتِبَاكِ
وتَخوضُ في عرسِكَ الماجن ِ
وتقتاتُ مِن الهَلوسات ِِ
وتمتمات ِ الأفواهِ المرتَعِشَة ِ حَدَّ التّلَعثُم ِ
ـ 4 ـ
تَقتَنِصُ يَأسَ هذا وهزائِمَ ذاك
وتَنثُرُ أقدارَكَ على جِرار ِ الغَسق ِ
فَيكونُ مَخاضُها عيونَ الطَّل ِ
وذاك الآدميُّ يَفتَرشُ ظلَّكَ المرطّب ِ بالثرى
ـ 5 ـ
ألا تمل من صفقاتِكَ الرثَّةِ مع شَقيق ِ التراب ِ ؟
لمْ تُغريني كلُ دروبِك َالمرتبةِ بِبَذخ ٍ
ولا معطفُكَ المغزولِ من ضَجرِ الأُفقِ
تُلَملِمُ قُرونَ الوعُولِ
علَّها تَنفَعُ تَاجاً لِرأسِكَ الصوانِ
ـ 6 ـ
مازالَ ذاكَ الآدميُّ يُغريهِ بَريِقُ عُهُودِكَ معَ الريح ِ
يَتلذذُ بصفيرِ الهواءِ من جيوبِكَ المرقّعة ِ
بعدَ ارتطامِكَ ببيادرِ الغَيم ِ
وغاباتِ الضَباب ِ
وأقفالُ الحقائبِ تُعربِدُ للغياب ِ
وبعدَ أنْ رَشَق أقدارَهُ هنا وهناك
وبَعضاً منها في أشلائِكَ
ابتاعَ قُرون َ الزَنجبيل ِ
وأنفاس َ النَحل ِ
وَرُزَمَ الجَرجيرِ الخبير ِ بعلوم ِ الفحولة ِ
لَعلَّهُ يُرَقِّعُ بَعضاً من فحولَتِهِ الذابلة
ـ 7 ـ
هنا
عَينَاكَ بَحرٌ حَدَّ الزُلالِ
تُعَلمُ النبعَ دروسَ النقاء ِ
وهناك
سَديمٌ تَحتَ عباءَتِكَ
هُمْ
يَتدثَرونَ بأَفوَاهِك َ
ويَرشُقونَكَ بِعَويلِهم
أسلحتهم كلها مباحةٌ ضدَّ وميضكَ البَرق
أكتافٌ
وفِخاخٌ
ومِزراقٌ
وبيضٌ آدميٌّ
وربما
أشياءٌ أخرى
أما أنا فلن أخوض في قراعٍ مهزومٍ