نداءات الغربة / عمرو الهذيان




' النداء الأول'

يتزحزح الحجر من زوايا النسيان
يدغدغ سنابل حزني ..أرقي
كأجراس ورقية تقرع
يوم الموت
***
تتدلى رعشة اللاوعي
هناك
على إيقاع ناي مصلوب
بين الشفتين
***
يجلس شعري بعيداً
كشيخ يسبح صدى الهزائم
يتأمل :
ألوان طيف تقتفي جماجم
الهمس الشارد
أقبية دخان توترالمكان
تنفث الفوضى
طيورخشبية ترتدي صمتي
تغني
طقوس الرحيل
***
يختبيء شعري في رحم التيه
مع هدير الغربة
و حقائب الخوف
يزاحم اللاشيء
يغوص في اللاشيء
يصرعني
كزهرة أقحوان حمراء
مغروسة
في أعين اليتامى
***
لملم الخريف أشلاءه من حنجرتي
ارتدت همساتي نبيذ العري
أمام مرآة الشتاء
***
ستمطر سماء غربتي دماً ..لهب شوق
صور طفولة بعنوان الدمع
مناديلَ شفافة تدفئني
تستر عورة الحنين
وتمتمات الفراغ
***
ينكمش صمتي.. يتبلور
كشظايا صرخات الجرح
تهمس فيه ريح الجنون
خشخشة النداء
و كلماتي الآيلة للسقوط
***
'النداء الأخير'

تدور فِيَ جدائل الفصول
من لفظ و حرف
تكسر بوصلة الروتين
تقطف
تفاحة الندم
***
على قارعة الدمع ..تنام أحلامي
تتوسد وجع الرؤيا
تهذي
بما تحمله المسافات
***
أحتسي الصباح
خلف نافذتي الباردة
تتهاوى الأسماء أمامي
من كفن و رمل
تطارد ذيول الغفلة .
ثمة المهرولون
إلى عمر منكفيء عند الموت
أرمي فيهم شباك عجزي
واحدا
واحدا
***
قلت :أرتشف القهوة
فارتشفني صمت السواد
***
أيتها الريح الجنوبية
أخرجي قرطك من درج النسيان
مدي يديك ..راقصيني
أنا الواقف فوق ردم الاشتياق
أستشهد بغيابي الطويل
أبلغيني سلاماً
يحرق أنامل الغربة
كففي دمعي برائحة الخبز
و بعضٍ من صدى الحب و غنج الصبايا
داعبي ألواني
كطفل يهوى فن الرسم
ينحت أمه بلون الرقة
ويعدو في ملكوت النوم
***
يا شمسا تحترف الغياب
شفاه بريدي ذابلة
تنتظر
قبلة الحياة
***
يا مرآة تصدح بانكساري
ووجعي
تؤجج تجاعيد الروح
كقنبرة
تخالط صحوي و سكري
أريد درباً يدق إسفينه في طيني
رديفاً
لمعنى الوصل
ثم أمضي مرتبكاً
على حافة القصيدة
أهدهد حمائم موتي
أصرخ
في جماجم المراثي:
أيتها الحياة المعتقة بصدأ الأيام
احملي معي نعشي
ولنتمتم معاً
نشيد البقاء