عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2010, 04:16 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

12



الجدران الرمادية تتعفن


والزمن الكئيب يقتات عليها


كالنار البطيئة في جمرة شائبة


وهرم بأساس متين يؤوي غباره


من أسس هذا المأوى لذاكرته


إنه يقف، يمتد الحقل وعليه القادمون الجدد مرحبين به


وقد أوقف موتهم ابتسامة السموات


نحن نفقد مع الخوف النفس الخامد




13



هنا تقف هذه القبور وكلها ما زالت طرية بعد


لكي تتقادم من الحزن الذي يسلمها لهمومها اذا أحكم الغروب هنا


التفت نحو نافورة للنواح ولاتكسرها!


وكن متأكداً ستجدها مملوءة إذا عدت الى البيت من الدموع والمرارة


من أفضل ريح في العالم تبحث عن ملجأ في ظل القبر


ما هو أدونيس ولماذا نخاف أن نكون مثله؟



14



والذي تبقى، الكثير من التغير والضياع


نور السماوات يضيء أبدا وتفر ظلال الأرض


والحياة تشبه قبة من الزجاج الملون


تلطخ البياض الناصع للأبدية


إلى أن يسحقها الموت إلى شظايا


فلتمت إذا ما كنت تريد أن تكون مع الذين تبحث عنهم


واتبعهم أينما يهربون في سماء روما اللازوردية


باهتة كلها:- الزهور، الآثار، النصب، الموسيقى والكلمات


فالمجد الذي ينقلونه مع الحقيقة المناسبة للكلام.



15



أيها القلب لماذا الإبطاء، لماذا النظر إلى الوراء، لماذا الانكماش؟


لقد ذهبت آمالك من قبل: كل الأشياء من هنا قد غادرت


ويجب عليك أن تغادر الآن


الضياء يتلاشى من حول العالم


الرجل والمرأة وما لا يزال عزيزاً يجتذب الحطام


تداريه كي تذل


السماء الطرية تبتسم، والريح الهادئة تهمس قربك


آه إنه أدونيس يناديك فلتسرع نحوه


لامزيد ، لابتدع الحياة تقطع ما الموت يستطيع ضمهم سوياً.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)