عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2010, 11:39 AM
المشاركة 104
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحمل على المحمل الحسن

إن أغلب الناس في تقييمهم للأشخاص ، يعتمدون على القول ،
و أن كثيراً من الأخبار مصدره قال فلان ، وقيل كذا ..
وفي خبر آخر قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) !..
والغريب أن بعض الأقاويل ، أو بعض التهم منقولة من الصحف ، ولا يعلم من قائلها ؛ فأين ذهب قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } ؟..
فإذن ، إن وظيفة المؤمن عندما يسمع من أخيه كلمة سيئة ؛ أن يعمل بهذه الروايات :
ورد عن رسول الله ( صلى اللهُ عليه ِ وآله ِ و سلم) قوله :
( إحمل أخاك المؤمن على سبعين محملاً من الخير ) ..
وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
( لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيكَ سُوءاً ، وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلًا ) !..
إن الأب إذا سمع عن ابنه بعض التهم الخطيرة ، فعليه ألا يعامله معاملة المتهم ؛ لأن هذه دعوى .. بل يجب أن يحمله على البراءة ، إلى أن يثبت العكس ما لم يدان .. ولكن في نفس الوقت ، عليه أن يحذر فمادام هناك أقاويل ..
إن كان الإنسان مما لا يعنيه أمره؛ فلا شأن له به ..
ولكن إن كان يعنيه : كالولد ، أو الزوجة ، أو الأرحام ، أو الأصدقاء .. فالإنسان لا ينسى النصيحة ، ولو من باب التحذير .
إن مشكلتنا تكمن في أن الولد بعد أن ينحرف ، نشكوه لزيد وعمرو ، ونتكلم معه بقسوة .. بينما المؤمن إذا رأى في ولده بوادر مراهقة ، أو محرمات معينة ؛ يحاول أن يجتث القضية قبل التفاعل ..
وبعبارة أخرى : يدخل إلى جوفه ، وإلى قلبه ؛ ليبنيه من الداخل ؛ بدلا من الردع والضرب وغيره.
وعليه ، فإن هناك وظيفتين - حسب الظاهر - مختلفتين ، ولكنهما وظيفتان ، وهما :
الحمل على الأحسن ، والحيطة والحذر ..
فالحمل على الأحسن مع وجود هذه الأجواء المفسدة ؛ أمر صعب ..
ولكن المؤمن في نفس الوقت الذي لا يبالي فيه بكلام الآخرين ، أيضاً عليه أن يحذر ويدفع البلاء قبل نزوله .
إن الإنسان عندما يحمل فعل أخيه على محمل حسن ، ثم يتبين أنه فاسق فاجر ، هو لم يخسر شيئا ، يقول :
يا رب ، أنا حملته على محمل حسن ، ثم تبين أن هذه التهمة صحيحة ..
وأما العكس : إذا لم يحمله على محمل حسن ، وتكلم عليه وأسقطه من الأعين ، ثم تبينت براءته ؛ فهنا الكارثة !.. يوم القيامة لا يقال : لِمَ لم تتكلم على فلان ؟.. بل يقال : لمَ تكلمت على فلان ، وأنت لست على يقين ؟..
القاعدة العامة :
إن الإنسان أثناء قيادته للسيارة ، يأخذ الحيطة والحذر في كل شيء ..
وفي التعامل مع الناس ، أيضاً لابد من هذه الحيطة والحذر ،
***************************
21
11
2010