عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2010, 11:05 AM
المشاركة 103
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بسم اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
( العلم خير من المال )

الإمام علي ٌ ( عليهِ السلام ) يقوم بعمل مقارنة بين العلم والمال ..
بعض الأمور في حياتنا بديهية ، ولكن في مقام العمل ينسى الإنسان هذه البديهيات ، فيأتي ( عليهِ السلام ) ليلفت النظر، وينبه على هذه الأمور البديهية ..
الإمام ( عليهِ السلام ) في مقدمة الكلام يقول :
( العلم خيرٌ من المال : العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال .. المال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق .. وصنيع المال يزول بزواله ) .
( العلم خيرٌ من المال ) ..
هذه دعوى ، ونعتقد بها جميعاً .. ولكن الإمام ( عليهِ السلام ) يبرهن على ذلك ، من خلال عمل مقارنة بسيطة بين العلم والمال من ثلاث زوايا :
أولاً :
( العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ) ..
المال مادة صامتة ، فهو : إما نقد ، أو سكن ، أو بضاعة ..
النقد يحتاج إلى مصرف ، والعمارة تحتاج إلى صيانة ، والبضاعة تحتاج إلى مخازن ..
إذن كل مال يحتاج إلى حفظ، وحماية .. وطبيعة الإنسان الذي يحفظ شيئاً ، أنه يعيش حالة القلق دائماً : فالتاجر يخاف من احتراق بضاعته ، والإنسان يخاف من ضياع ماله ، وأصحاب الأسهم يعيشون حالة الترقب دائماً .
فإذن ، إن طبيعة المال تلازم تقريباً حالة القلق والفزع والخوف ، ومن هنا قيل :
( ما قلّ وكفى ؛ خير مما كثر وألهى ) !..
لذا ، فإن العمل الوظيفي - من بعض الجهات - خير للمؤمن الذي يحب أن يتفرغ لآخرته من العمل التجاري .. لأن التجارة قد تذهب برأس مال الإنسان الأخروي ، أما العمل الوظيفي فإن الإنسان يذهب إلى وظيفته صباحاً ، ويعود ظهراً ، وفي نهاية الشهر يستلم راتبه ، وعندما يعود إلى منزله ينسى الدائرة وما فيها ، بخلاف التاجر وهو في المنزل وفكره في : الباخرة التي شحنت البضاعة ، وفي المتجر ، وفي البورصات العالمية ؛ لذا فهو يعيش حالة القلق دائماً .
إذا كان الإنسان على مستوى الأبطال ، يعمل بقوله تعالى :
{ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ }
ونوادر البشر فقط هم من مصاديق هذه الآية ..
والقرآن الكريم عندما يذكر منزلة من المنازل ؛ معنى ذلك أنها ممكنة الوصول ، وليست قضية عرفانية معقدة صعبة جداً ..
القرآن يصف المؤمن بأنه إذا ربح ألف دينار لا يفرح ؛ لأنه يخاف أن تكون هذه الألف هي استدراج ؛ ولا يعلم هل سيصرفها كما أراد الله عز وجل ؟.. أما الذي لا يُعطى ؛ فلا حساب عليه ..
عن رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلم ) :
( لا تزولا قدما عبد يوم القيامة ، حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) .
ثانياً :
( المال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق ) ..
ولهذا بعض الخطباء عندما يبدأ الخطابة ، يكون علمه محدوداً ، ولكن مع كثرة الحديث والممارسة ؛ علمه يزداد بخلاف الذي ينفق من المال ؛ فإنه ينقص .
ثالثاً :
( وصنيع المال يزول بزواله ) ..
البعض عندما تكون حالتهم الاقتصادية جيدة ؛ تكون دواوينهم عامرة بالمحبين ، وكل الناس تحترمهم ولكن إذا أصيبوا بإفلاس ؛ فإن كل هذه المزايا تسلب منهم ، يقول الإمام علي ( عليهِ السلام ) :
( إذا أقبلت الدنيا على امرئ ؛ أعارته محاسن غيره .. وإذا أدبرت عنه ؛ سلبته محاسن نفسه ) ..
الإمام (عليهِ السلام ) يشير إلى هذه الحقيقة : وهي أن الأصدقاء الذين يحيطون بالإنسان وهو مقتدر ، هؤلاء يذهبون بزوال المال .. بخلاف العالم : إن صار غنياً ، أو مفلساً ، وفي كل تقلباته ؛ علمه يبقى معه .. وقمة الفوز أن هذا العلم يدخل في قبره ، بينما المال لا يدخل إلى قبره .. فعلمه الذي كان في صدره ، من موجبات القرب إلى الله
- عز وجل - في الدنيا والبرزخ والآخرة .
إن المراد بالعلم هناليس العلم الحوزوي فقط .. والذي يتعلم هذا العلم في ساعته ؛ يكتب من المتقربين إلى الله عز وجل .. وهذا الذي يتعلمه الإنسان في المجالس ، عليه أن ينقله إلى عائلته ؛ فهذه زكاة العلم .. وهذا النقل ، يرسخ المضامين في النفوس .
***************************
7
11
2010
زاد طيب .. فيه درس عظيم
إذ أن المال هو أكثر ما يشغل الناس هذه الأيام
ومعه نسوا آخرتهم واشتغلوا بجمعه
اللهم بارك لنا فيما رزقتنا .. وارزقنا انفاقه في وجوه ترضى عنها يا كريم
اللهم آمين


أشكرك ... ناريمان