عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
46

المشاهدات
13997
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
11-12-2010, 02:12 AM
المشاركة 1
11-12-2010, 02:12 AM
المشاركة 1
افتراضي فدريكو غارسيا لوركا : Fedrico Garcia Lorca 1898 - 1936


ولد الشاعر والكاتب المسرحي الإسباني (فدريكو غارسيا لوركا) في قرية فوينتي باكيرو في إسبانيا (عين البقارين من ضواحي غرناطة) في الخامس من حزيران – يونيو عام 1898 في بيت هادئ وجميل وكان والده من ملاّكي الأرض الصغار، أما والدته فكانت تعمل في حقل التعليم. وفي عام 1909 انتقلت عائلته إلى قلب مدينة غرناطة.

وفي هذه السنوات بدأ دراسته الثانوية، وأتاحت له الحالة الاقتصادية الجيدة لعائلته أن يعيش حياة مرفهة، فترك بيت العائلة واستقل بنفسه في بيت على ضفة نهر إلدارو الذي يحتضن قواعد (قصر الحمراء). ومن هنا بدأت اهتماماته الأدبية فالتحق بالجامعة عام 1914 حيث تخصص في الفلسفة والآداب. وبدأ بنشر ثصائده الأولى في العام 1916.

كان لوركا في مطلع حياته شاباً متديناً يشارك في الطقوس الكنسية ويحضر صلوات الآحاد، حتى حدثت له حادثة جعلته يتمرد على هذه الطقوس، ويبتعد عن الالتزامات الدينية، حتى أنه هاجم الدين بعنف في قصيدته الموجهة إلى الموسيقار دي فايا، مما أثار غضب هذا الأخير، لما يعرفه من مدى تمسُّك الناس بالدين في إسبانيا، وفي منطقة الأندلس بالذات.

أما الحادثة: فهي أنه يوماً بعض الإساءة للعرب في إحدى الطقوس التي كان يداوم على حضورها وإتمام مراسمها، وكان لوركا يحب العرب برومانسية جامحة فوقف صارخاً: (دعونا من هذه الاحتفالات الحمقاء، فمهما فعلتم فإن الحمراء ستبقى عربية). فلوركا لم يكن من أولئك الذين يحسبون للاتفاقات الاجتماعية حساباً ولن تقدر الأخلاقية الساكنة السائدة أن تستعبده، فقد كان شعلة من التمرد. وأراد التعبير عن أفكاره من خلال وسيلة ما، فأسس مجلة(الديك)، لكنه اكتشف أنه ما زال غير قادر على التكلم بحرية تماماً عما يريد، فقرر الهجرة إلى مدريد، وكان ذلك في عام 1919.

ومن مدريد بدأت شهرته ونضجت شاعريته، واتسعت ممارساته الأدبية، خاصة بعد تأسيس فرقته المسرحية (لابراكا) عام 1927، إذ كتب عدّة مسرحيات لاقت نجاحاً وشهرة واسعتين، حتى أصبح واحداً من أكثر شعراء جيله شهرة.

لكن بعض الباحثين لا يستعبدون احتمال جريان بعض الدم العربي في عروق لوركا، مما يفسّر –حسب قول كان كامب- ازدهار الصور الشديدة النمو والحنين المكتوم الذي يجري في أكثر قصائده لا يُضاهى في التعبير عن الإحساسات الطبيعية التي تتكشف عنها البقعة التي نشأ فيها.

ويعتقد الكاتب الفرنسي لويس بارو أن (الروماسيرو جيتان)، أي (أغانٍ غجرية)، لم تكن إلا(تكملة للأزجال المغربية التي كانت تُغنَّى في غرناطة في الحقبة التي جعل فيها العرب من الأندلس أجمل مملكة).

وفي العام 1930 سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث أمضى فيها قرابة العام، أصدر خلاله ديوان (شاعر في نيويورك). وفي العام 1934 رحل بصحبة فرقته المسرحية إلى الأرجنتين حيث تعرّف بالشاعر بابلو نيرودا.

وفي 14 نيسان/ إبريل 1931 أعلنت الجمهورية في إسبانيا، وتخلّى ألفونسو الثالث عشر آخر الملوك الإسبان عن الحكم نتيجة لهزيمة الملكيين في الانتخابات الشعبيّة. لكن بدأت أحزاب أخرى تؤسَّس وتتحد، حتى بدأت حرب (أهلية طاحنة عام 1936، انتهت في العام 1939 بسقوط ما يقرب من نصف مليون قتيل... كان من بينهم الشاعر لوركا، الذي لم ينتم إلى حزب، ولم يمارس فعلاً مضاداً ضد أي قوة من القوى المتصارعة بمعنى الفعل الحقيقي، بل كل ما قام به هو أنه ثار على بعض المفاهيم الاجتماعية وتوقف عن الالتزام بها، وسخر من الطقوس الدينية التي سبّبت غضب المحافظين عليه.

ويعتقد البعض أن قصيدته الموجهة إلى الموسيقار دي فايا كانت المسمار الأول الذي دُقَّ في نعشه، وحين أتيحت الفرصة لهؤلاء المحافظين انتقموا لإيمانهم ومعتقداتهم وشرفهم بإرقاة دمه.
كما اتهم بفعل اللواط، وكان هذا الاتهام حقيقياً، وقد أشار إلى هذا كل الذين كتبوا عنه ولم يدفع أحد هذه الصفة عنه، كما أن له قصيدة وجّهها إلى الشاعر الأميركي ولت ويتمان (Walt Whitman) ، تشير إلى هذا الأمر بشكل واضح. فاستغلّ بعض الباحثين هذه المعلومة عن لوركا ليقول بأن اليمين الكاثوليكي أراد أن يطهِّر المجتمع من الشواذ، وأن مقتل لوركا كان نتيجة خصومات بين لوطيين. لكن الحقيقة غير ذلك، فهو لم يُقتل لهذا السبب، بل لثورته على المفاهيم والمعتقدات السائدة في حينه.

ففي 17 آب/ أغسطس 1936 ألقى جنود الجنرال فرنسسكو فرانكو (قائد الثورة الإسبانية ضد الجمهورية) القبض على لوركا، وفي صباح اليوم التالي قاموا بإعدامه بأمر من فرانكو نفسه.

من مؤلفات لوركا الشعرية: (شاعر القصص الغجري)، (مرثية مصارع ثيران)، (شاعر في نيويورك)، (ماريانا)، (بيت برناردا ألبا).

من أعماله المسرحية: (الزفاف الدامي، سُميت أيضاً بعرس الدم)، (يرما)، (الإسكافية العجيبة)، (المأساة المضحكة).



المصدر: (موسوعة المعارف العامّة – الأدب – ندى جميل اسماعيل) – المركز الثقافي اللبناني. www.Iccpublishers.tk


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)