عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2010, 04:23 AM
المشاركة 12
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي

فهؤلاء وهؤلاء يمضون كجزر منعزلة عن بعضهم البعض وعن بقية علماء الأقطار الاسلامية غير العربية وكلٌ منهم فى اتجاه مع أن الحكمة العربية الشهيرة تقول من قديم أن الإتحاد قوة ..

فهل لنا أن نتخيل مدى القوة التى سنجنيها عندما تتضافر جهود الغيورين فعلا من الطرفين أهل العلم وأهل المال حتى لو كان عددهم خمسة من كل فئة .. إنها ستكون بلا شك بداية إنطلاقة غير مسبوقة بفتوحات غير متصورة كما سنبين بالأمثلة ..
فمع الأسف الشديد هناك من العلماء من لم يحسن نشر علمه رغم نيته الطيبة وهناك منهم من ترك الأمور يائسا وأغلق على نفسه بابه ناسيا أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما نصحنا بأن نغلق على أنفسنا الأبواب فى فتنة آخر الزمان لم يحمل أمرا مع الوصية بترك الواجب أو اليأس من الإصلاح وإلا لما قال عليه الصلاة والسلام " إذا قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها " وهى الحكمة الهادية التى ترفض اليأس حتى النهاية ..
وأيضا تأملت بالحسرة أصحاب المال من أهل الغيرة وهم يمضون زرافات فى أنشطة تحتاج التنظيم والتوجيه ..
فيلقون بالملايين فى أنشطة لإنشاء المساجد ونحن بحاجة أولى الى المصلين ودور العلاج المجانى ونحن بحاجة أولى لعلاج الأرواح والبصائر ودور الأيتام ومساعدة الفقراء وكلها أنشطة مطلوبة وجميلة لكنهم التفتوا للجميل وتركوا الأجمل لأن تركيز الدعم على البحث العلمى والفكرى كان سيغنينا على الأقل من ضربات المستشرقين واستهزاء المستهزئين عن عمد أو عن جهل .. عندما يتكفل علماء العلوم الكسبية بالإتحاد مع علماء الشريعة فى إثبات صحة الآيات القرآنية والأحاديث المشرفة إثباتا قطعيا بالأدلة العلمية .. بالإضافة إلى النهضة التى ستصعد بالتراجع الاسلامى إلى درجة الرقي الأسمى ..
ومن غريب ما عرفت أن مجموعة من أصحاب المال العرب تعطى مكافأة قدرها ثلاثين ألف دولار تقريبا لمن يستطيع أن يدفع غير المسلم إلى الاسلام
وهى كارثة كبري لو تعلمون .. !!
فأصحاب النية الصالحة فى تلك المكافآت غابت عنهم حقيقة أن عصرنا الآن هو عصر الإستغلال بلا حدود والأمر يمكنه أن يتم كصفقة بين مسلم وغير المسلم طمعا فى المال فتصبح الدعوة هنا دعوة ضرار كالمساجد الضرار التى حرم الرسول عليه السلام أن نصلي بها .. بالإضافة إلى أنه حتى لو كانت المكافأة فى مكانها وتمت هداية غير المسلم إلى الإسلام من أحد الناس .. فأيهما أكبر تأثيرا , أن ندعم الأنشطة العلمية التى تدفع الناس زرافات للإسلام على خير القناعة عندما يلمسون بأيديهم معارج الهداية موثقة بالأدلة التى تقنعهم وتتحدث لغتهم وهى أدلة العلم الكسبي .. أم نسعى لإعادة عهد المؤلفة قلوبهم والذى أنهاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رفض الإستمرار فى تألف قلوب الناس فى عهده ليظلوا بالإسلام حتى تستوثق عقيدتهم وقال قولته المشهورة " لقد أصبح الإسلام عزيزا ولا يحتاج لذلك "
فالدعم العلمى وتنظيم تلك التجارب بشتى أنواع العلوم كفيل بتحقيق غاية المنى وبأيسر السبل ولست أعنى التوجه للعلوم التجريبية فقط بل يكون قبلها العلوم الفكرية والتى غابت بغياب مراجعها القديمة التى اهتم ويهتم بها الغرب ونتركها نحن أصحابها .. والمتمثلة فى عشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات التى تنتظر ذو حمية فيبادر لطبعها مجددا بشكل مكثف عما هو قائم ليعرف أهل الاسلام ما هى رسائل اخوان الصفا , تلك الفكريات التى أعجزت عمالقتهم , ومن هو عبد الرحمن بن خلدون ومن هو السيوطى ومن هو بن حزم ومن هو الفارابي , ومن هو الخوارزمى مبتكر علم الجبر والذى سجلت معادلاته فى المراجع الغربية باسم " الألجاريزم " ومن هو أبو القاسم الزهراوى والذى كانت كتبه وأشهرها الحاوى فى الطب هى المرجع الرئيسي لعلوم الطب الغربية زهاء أربعة قرون
هذه المراجع التى لا ينفذ علمها تخيلوا معى لو قامت فى أركان الدول العربية مسابقات ثقافية متتابعة فحواها تحقيق ودراسة تلك الكتب واختبار المتسابقين فى دراستها على أيدى متخصصين .. تخيلوا معى النتيجة .؟!
لن تمضي عشر سنوات حتى نجد بين العرب آلاف العلماء والمفكرين الذين بُنيت أفكارهم على أرضية واثقة صلبة
وتخيلوا معى لو أن تجربة الجمعيات العلمية التى ابتكرتها جامعات مصر ومهمتها تنمية الموهبة العلمية فى الإكتشافات والإبتكارات لطلبة كليات العلوم وقد نجحت التجربة برغم ميزانيتها ونشاطها المحدود .. لو أن تلك الجمعيات تم تعميمها بمسابقات وهيئات مدنية يقوم عليها كبار الداعمين للثقافة وتم توفير المختبرات لهؤلاء الطلبة وتوفير احتكاكهم بأروع ما أنتجته القريحة البشرية من أجهزة .. تخيلوا كم عدد العلماء الذين سنكتسبهم من أثر هذا الدعم ؟!
واضافة إلى كل هذا .. سيكون الإنتماء المفقود أجمل ما سنتمكن من إعادته لقلوب الشباب العربي التائه فى تغريب العولمة وأولئك المتميزين من شباب المواهب الذين قتلتهم يأسا يد الإهمال ولسان حالهم يقول كقول الإمام الشافعى
وأحق خلق الله بالهَمّ .. إمرؤٌ ×× ذو همةٍ .. يـُبلي بعيشٍ ضيقِ
وأمامنا نوافذ البحث العلمى والتاريخى بلا عدد .. فى شتى العلوم والمعارف منها
أولا .. فى مجال التاريخ الطبيعى
المتأمل فى تاريخ الحضارة السحيقة سيجد أنه مجال بالغ الثراء يعكف عليه الغرب بحثا وتنقيبا فى بلاده وبلادنا نحن أيضا .. وليس خافيا أن البحث فى البلاد العربية يأخذ الإهتمام الأكبر من العلماء فى محاولة تفسير العديد من الآثار وترجمة عصورها فمن تلك الآثار ما تم ترجمة تاريخه ومنها ـ وهو الأعم الأغلب ـ ما زال خافيا .. فلماذا لا تكون لنا البادرة ومعنا الاشارات القرآنية التى تهدى وتكشف مثل
كهوف تاسيلي الموجودة بمنطقة جبال تاسيلي على الحدود الجزائرية الليبية
والتى اكتشفها الرحالة " برنبان " عام 1938 م وكانت
كشفا رهيبا لأن ما وجده برنبان أثار فضول العلماء عشرات السنين لأنه وجد رسوما ونقوشا بالغة الوضوح تحمل صورا دقيقة لرجال ونساء يطيرون فى الجو بأحزمة طيران وملابس فضائية حديثة بالإضافة الى أجهزة فضائية ورواد فضاء وما إلى ذلك من مشاهد مذهلة .. حتى جاء العالم " هنرى لوت " ومعه فريقه عام 1956 م ليـُخضعوا تلك الرسوم للفحص الدقيق بالمسح الذرى وقياس الكربون المشع والبوتاسيم بالصخور التى رسمت عليها تلك اللوحات لتظهر حقيقة تزيد الغموض أضعافا مضاعفة وهى أن تلك الرسوم عمرها ما بين 20 ألف عام و30 ألف عام .. !!
فما هو كنه تلك الحضارة السحيقة التى تركت هذه الآثار لو علمنا أن غاية التاريخ المقروء والبادئ وفق تصنيف العلماء توقف عند عشرة آلاف عام ماضية فقط لم يمكنهم تحديد أى علامات حضارية وآثار مسجلة أقصي من هذا البعد وكانت أول الحضارات المتقدمة المكتشفة هى الحضارة الفرعونية التى يتراوح عمرها بين 7 , 12 ألف عام بحد أقصي
لو أننا أحسنا التنقيب والبحث خلف تلك الحضارات التى وُجدت قبل عشرين ألف عام وامتلكت مثل هذا التقدم واضعين بأذهاننا القصص القرآنية التى روت العهود السحيقة وأضافت الأحاديث النبوية الكثير من التفاصيل إلى تلك الروايات ألا يمكننا كشف كنه تلك الحضارة لو أننا لاحظنا حقيقة هامة وهى أن آدم عليه السلام نزل الى الأرض منذ 100 ألف عام وهو أقصي عمر لوجود البشر على الأرض وفق آخر التقديرات العلمية .. وما دام العلم توقف عن الإدراك عند حدود عشرة آلاف عام ماضية فقط فأين هى الأمم التى سبقت تلك العهود وحق عليها الفناء بالجزاء الالهى وكان بعضها كما أشار القرآن الكريم بالغ التقدم والرقي كما وصف مثلا قوم عاد وارم فالوصف القرآنى البديع " إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد " لا يمكن أن يكون شيئا له شبيه لأن المتحدث هنا هو رب العزة فما دام قد قال لم يخلق مثلها فى البلاد فمعنى هذا أنها كانت حضارة تفوق تقدمنا العلمى بمراحل واغترت بعقولها فكان جزاؤهم الفناء الذى أخبرنا القرآن الكريم
وكذلك قارون الذى كان من قوم موسي وأمواله وذهبه الذى كان ينوء بالعصبة حمل أقفاله أين تلك الثروات الرهيبة والتى خسفت بها الأرض ولماذا لا يتم التنقيب والبحث والإستدلال بالآيات القرآنية عليها..
الغوامض العلمية المذهلة المتمثلة فى منطقة الربع الخالى بالجزيرة العربية والتى تعجز الأشعة عن سبر أغوار رمالها المتحركة الغامضة والتى أشار القرآن والحديث فيها إلى أنها موطن قوم إرم كما بين الحديث الشريف ذلك عندما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن مساكن إرم التى لم يخلق مثلها فى البلاد ستكشف مرة واحدة لأحد الصحابة وهو ما تحقق فعلا
كذلك قصة ذى القرنين والسد الغامض المبنى من زبر الحديد والنحاس والذى لم يستطع قوم يأجوج ومأجوج خرقه وسيفتح فى آخر الزمان لتكون بداية النهاية مع أعداد يأجوج ومأجوج الخرافية والتى ستبلغ من كثرتها أنهم إذا عبروا على نهر وتناول كل منهم شربة منه سيفنى هذا النهر .. بالإضافة إلى قصة فرعون وما اكتشفه العلماء حول أحد ممياوات الملوك الفراعنة بمصر وكيف أن التحليل أثبت موت صاحب الجثة غرقا وفرعون هو المشار إليه بالقرآن إلى أن الله تعالى سينجيه ببدنه ليكون آية وعبرة ..
والبحر الميت أغرب البحار على وجه الأرض حيث تبلغ درجة ملوحته درجة رهيبة ولا يوجد به أى كائن حى من الكائنات المائية لا الأسماك ولا غيرها ويقع بنفس المنطقة التى كان يقطنها قوم لوط عليه السلام .. والبقايا الفخارية بالغة الكثرة والقدم الموجودة بصعيد مصر ألا تذكرنا بالمخازن الفخارية التى أعدها أهل مصر فى السبع سنوات عجاف التى فسر بها يوسف عليه السلام رؤيا عزيز مصر كما أشارت القصة القرآنية لو أننا ربطنا الحقائق التاريخية والبحث العلمى بالحقائق والإشارات القرآنية والسنة ألا يوفر لنا هذا حقائق مذهلة ما زالت بالغة الغموض فما المانع من وضع الإشارات القرآنية كمرجع عميق و التى أصبحت مع بدايات الكشوف التاريخية بالذات سراج نور أمام غوامض عدة .. ولماذا لا تكون لنا البادرة فى التفسير والربط والإكتشاف ما دام الله قد وهب لنا الإشارة وأمرنا بالتدبر ؟!

ثانيا / فى العلوم التجريبية " الطب والفلك والحيوان والنبات "سبقت الاشارة الى مدى الترابط الوثيق بين الآيات الكونية فى القرآن الكريم والسنة وبين الحقائق التى ظلت أالغازا حتى أثبتتها التجارب حول الإتساع اللامتناهى للكون وحول مواقع النجوم وحول عمد السماء غير المنظورة .. بالإضافة إلى ما قرره العلماء عن الأبعاد الكونية التى لا يمكن للبشر ادراكها ومدى ما تشير اليه الآية الكريمة " ويخلق ما لا تعلمون "
ولا زالت آيات القرآن الكونية تحمل المزيد ولا زالت حقائق الكون غامضة تنتظر التفسير ..
وفى مجال الطب والتداوى وحديث القرآن عن العسل الذى فيه شفاء للناس والتمر الذى أوصي به الرسول عليه السلام والزيتون والتين والسواك والحبة السوداء والدباء " القرع " وما إلى ذلك من إشارات بديعة لنباتات تحمل فى أعماقها شفاء معالجا دون آثار قاتلة كالتى أورثنا إياها علم الصيدلة الكيميائية من الغرب والذى بدأ فى السنوات الأخيرة يلهث خلف الغابات والقبائل الافريقية الموصومة بالتخلف ليدرك أى معالجات ساحرة تلك التى يتعاطاهات أولئك البدائيين بالتوارث
وعندنا فى عالمنا العربي قبائل الطوارق التى تقطن الصحراء الغربية الممتدة فى أعماق مصر والجزائر وليبيا وكشف علماء الغرب كنه الأشجار التى يتداوون بها ووجدوا فيها مواد مخدرة وأخرى شافية كما أشار لذلك بعض رحالة العرب مثل الدكتور مصطفي محمود والكاتب الكبير محمود السعدنى وغيرهم
إضافة إلى ما تكشف من حقائق طبية صريحة حول المنهى عنه فى المأكل والمشرب بالقرآن والحديث وطابقت اكتشافات العلماء صحة التحذيرات وقد قال الله عز وجل
( حرمت عليكم الميتة , والدم , ولحم الخنزير , وما أهل لغير الله به , والمنخنقة , والموقوذة , والمتردية , والنطيحة , وما أكل السبع - إلا ما ذكيتم - وما ذبح على النصب , وأن تستقسموا بالأزلام . . ذلكم فسق )
وكل ما حرم الله جاء مطابقا لصحة البشر وحياتههم .. وأسلوب الذبح للحيوانات والذى أثبت العلم أنه السبيل الأكثر أمنا والوحيد لتفريغ الدماء عبر شرايين الرقبة ليطيب المأكل وقد حذرنا رسول اله صلي الله عليه وسلم من أكل كل ذى ناب وجاء العلم مقررا الأثر الفادح فى تناول آكلات اللحوم .. كما أوضح عليه الصلاة والسلام مدى الأثر الصحى الذى يتركه الوضوء عندما شبهه بوجود نهر يغتسل المرء منه خمس مرات يوميا فلا يبقي من درنه شيئ ..
وفى مجال الحيوان حدثنا القرآن وتحدثت الأحاديث الشريفة عن أمم أمثالنا بين الحيوان وعن لغات بينهم وجاء علماء الحيوان ليكتشفوا الأعاجيب فى أمم النمل والنحل والنظم الهندسية والتشريعية التى تحكمها كأحسن الأمم البشرية تحضرا
ولا زالت هناك اشارات غامضة تنتظر التفسير حول هذا العالم الأغرب من حولنا فقد حدثنا القرآن عن تسبيح كل شيئ لله ولم يستثن لا جمادا ولا كائنا حيا وأشار القرآن بنفس الآية الى أننا لا نفقه هذا التسبيح
كل تلك الحقائق ألا تحفزنا للبحث خلفها بالأسلوب العلمى واستخراج ما بها من كنوز نبنى بها من جديد حضارة إسلامية ناهضة قبل أن يأتى الوقت الذى يعود فيه الإسلام غريبا كما بدأ ..