عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2010, 03:07 PM
المشاركة 46
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أما في الدول العادية لا سيما بمنطقة الشرق الأوسط فهذه الرتب تكون غالبا رتبا سياسية وهى أحد أوجه السلب الكبري في الواقع , فالمشير عبد الحكيم عامر عندما تولى قيادة القوات المسلحة تمت ترقيته من رتبة الرائد إلى رتبة اللواء دفعة واحدة ثم تمت ترقيته لرتبة المشير دون أن يضيف لثقافته العسكرية شيئا يذكر عن معارفه في رتبة الرائد !!
واختلف الأمر في حرب أكتوبر بالطبع حيث تمت إعادة تنظيم الجيش المصري وأصبحت قيادته عسكرية محترفة على أعلى المستويات العلمية ,

وكان المشير أحمد إسماعيل هو أول ضابط مصري يحمل هذه الرتبة عن استحقاق وجدارة بعد معارك حرب أكتوبر التي لم تكتف بالإضافة إلى العلوم العسكرية بل غيرت مفاهيم العلوم العسكرية أصلا وألغت نظريات عريقة في قتال المدرعات سادت وانتشرت بعد الحرب العالمية الثانية

وبالإضافة إلى التقسيمات النوعية السابقة للقوات المسلحة توجد فى القوات المسلحة مجموعات مستقلة ,
وهى المجموعات التى يتم تشكليها بحيث لا تتبع فرقة معينة , مثل اللواءات المستقلة والفرق المستقلة فى بعض الدول
وهذه اللواءات لا تتبع قيادة أى جيش ميدانى بل تتبع القيادة العامة وهى التى تخصص لها المهام
والدولة من الممكن أن يكون لها جيش واحد فقط أى فرقتان أو ثلاث , حسب إمكانياتها , ومن الممكن أن يرتفع عدد الجيوش حسب قدرة الدولة ,
ولهذا فالدول العظمى لها ست جيوش أو أكثر تصاحبها مجموعة من الأساطيل التى تعجز الدول الصغري عن مضاهاتها ,
وأرقام الجيوش الميدانية تبدأ من رقم 2 , ولا يوجد جيش رقم 1 لأن الجيش الأول له اصطلاح آخر وهو المنطقة المركزية التى تضم قوات احتياط القيادة العامة ومركزها العاصمة

أيضا هناك ملاحظة هامة ,
وهى أن الجيوش المكونة من فرق إنما تنطبق على قوات المشاة والمدرعات فقط أى القوات البرية التى تسمى سادة المعارك , أما الأسلحة الأخرى فتقع خارج نطاق قيادة الجيوش الميدانية ويكون لها قيادات مستقلة تتبع القيادة العامة وهيئة الأركان فى القوات المسلحة ,
وهذه الأسلحة هى القوات الجوية والبحرية وقوات الصاعقة والمظلات وسلاح المخابرات الحربية والإستطلاع وسلاح حرس الحدود والمدفعية والدفاع الجوى
فهذه الأسلحة تعمل كجيوش مستقلة تتلقي أوامرها من القيادة العامة للقيام بمهام منفصلة عن مهمة الجيوش الميدانية أو تتدخل لمعاونة الجيوش بناء على طلب قادتها من القيادة العامة

وبالنسبة للجيش المصري أثناء حرب أكتوبر
فيتكون من المنطقة المركزية فى القاهرة بقيادة اللواء عبد المنعم خليل وجيشين ميدانيين هما الجيش الثانى الميدانى ومقره السويس والجيش الثالث ومقره الإسماعيلية ,
وكان الجيشان فى حرب أكتوبر تحت قيادة اللواء عبد المنعم واصل واللواء سعد مأمون وقوامهما خمس فرق مشاة بتعداد حوالى مائة ألف جندى وفرقتان مشاة ميكانيكية وفرقتان مدرعتان احتياطى للقيادة العامة بالإضافة إلى ألوية الحرس الجمهورى التي عملت أيضا كاحتياطى وتم التخطيط لتدخلها في الثغرة
وقد عبرت هذه القوات للضفة الشرقية أثناء الحرب , بينما عبرت الفرقتان الإحتياطى أثناء تطوير الهجوم ,
وباقي تشكيل القوات المسلحة فى حرب أكتوبر كان يتكون من وزير الدفاع أحمد إسماعيل ورئيس الأركان سعد الدين الشاذلى ورئيس هيئة العمليات محمد عبد الغنى الجمسي وقائد القوات الجوية حسنى مبارك وقائد البحرية فؤاد أبو ذكرى وقائد الدفاع الجوى محمد على فهمى وقائد المخابرات الحربية فؤاد نصار ومدير سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحى والعميد نبيل شكرى قائد قوات الصاعقة والعميد محمود عبد الله قائد المظلات واللواء كمال حسن على مدير سلاح المدفعية

ومن مبادئ العلم العسكري أن أضعف النقاط التى من الممكن أن يخترقها العدو أثناء القتال فى أى معركة هى نقاط الفصل بين الوحدات المختلفة ,
فكل وحدة من وحدات الجيوش تجاورها وحدة مماثلة , وتتوزع مسئولية المناطق بينهما , ومن هنا فإن أضعف نقطة ليس عليها التركيز هى النقطة التى تفصل بين لواء ولواء آخر أو بين فرقة وأخرى أو بين جيش وآخر ,
وكانت نقطة الفصل بين الجيشين المصريين تقع فى منطقة الدفرسوار وهى منطقة ضيقة لا تقع تحت مسئولية أى جيش من الجيشين بل هى فراغ جزئي طبيعى بين قوات الجيشين ,
ومن عوامل التفوق فى أى قيادة عسكرية أن تسد ثغرات الإختراق المتوقعة للعدو أثناء الإشتباك لكونها نقاط تفوق يستطيع العدو من خلالها النفاذ والقيام بحركة إلتفاف وتطويق قوات الخصم من الخلف حيث تقع أضعف المراكز وهى الخطوط الخلفية التى لا تقاتل وتقع بها الوحدات الإدارية والطبية ومراكز القيادة