عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2010, 05:58 AM
المشاركة 88
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( قضاء حوائج المؤمنين )

1

السعي في قضاء حوائج المؤمنين ، أمر مطلوب :
قضيت الحاجة أو لم تقض الحاجة ..
إذن المؤمن عندما يسعى في قضاء حاجة أخيه المؤمن ، لا يحرز النتيجة
{ وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } ..
السعي مطلوب ، عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله - قال :
( أوحى الله إلى داود ( عليه السلام ) : إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة ، فأحكمه في الجنّة ، قال داوُد : يا ربّ ، ما هذا العبد ؟.. قال : عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم ، أحبّ قضاءها ، قضيت له أم لم تقض ) .
من مشى لامرئ مسلم في حاجته فنصحه فيها ، كتب الله له بكل خطوة حسنة ، ومحى عنه سيئة ؛ قضيت الحاجة أولم تقض ..
فإن لم ينصحه ، فقد خان الله ورسوله ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خصمه .
إن بعض الناس عندما يبلغ مبلغا إيمانيا يعتد ُ به ، أو حالة روحية راقية ؛ فإنه يعيش حالة الابتعاد عن الناس .. بينما روي في الأزمنة السابقة أن ( عابد بني إسرائيل ، كان إذا بلغ الغاية في العبادة ؛ صار مشاء في حوائج الناس ، عانيا بما يصلحهم ) ؛ أي بعد أن صار عنده علاقة متميزة مع رب العالمين .
يعتقد العرفاء بوجود أربعة أسفار ، يقطعها السالك إلى الله - تعالى - حسب العناية الإلهية :
السفر الأول :
السير من الخلق إلى الحق ، وهو مرحلة عبور عالم الطبيعة إلى الله عز وجل .
السفر الثاني :
السير بالحق في الحق ، وهو مرحلة معرفة الأسماء ، والصفات الإلهية .
السفر الثالث :
السير من الحق إلى الخلق بالحق ، وهو مرحلة الرجوع إلى الخلق ؛ لهدايتهم وإرشادهم .
السفر الرابع :
السير في الخلق بالحق ، وهو مرحلة الهداية الرحيمية .
السفر من الحق إلى الخلق ، حركة ارتدادية ..
هو ينقطع عن الناس إلى الله عز وجل ، فإذا بلغ الذروة نزل إلى الناس ..
ولكنّ هناك فرقا بين من يعاشر الناس بعد أن وصل إلى الله عز وجل ، وبين من يعاشر الناس وهو مأنوس بهم ، فرق بين الأمرين !..
السعي في قضاء حوائج المؤمنين :
هناك عنوان شرعي آخر ، وهو عنوان كفالة اليتيم ..
قضاء حوائج الأخوان من سبل الجنة ، وكفالة اليتيم من سبل الجنة أيضا .. البعض يخلط بين مفهوم مساعدة اليتيم ، ومفهوم كفالة اليتم ..
إذن القضية فيها كفالة ، وكأن هذا اليتيم من ضمن عائلة الإنسان ..
ولا مانع أن يكون هذا اليتيم من ذوي الإنسان ، مثلا :
إنسان يموت أخوه ، فيكفل ابنه أو ابن عمه ..
كفالة اليتيم بالمعنى الكامل هو هذا المعنى ..
إذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة من الرفق بالأيتام ، تصير كل حركة منه مشكورة :
البعض عندما يرى يتيما ، بحركة غير ملفتة يمسح على رأسه ، يمر يده على كل شعر رأسه .. ( المؤمن كَيِّس ، فَطِن ) !..
عن رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( أن عيسى بن مريم ( عليهِ السلام ) مر بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر به من قابل ، فإذا هو ليس يعذب فقال :
يا رب ، مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ، ثم مررت به العام ، فإذا هو ليس يعذب .. فأوحى الله - عز وجل - إليه :
يا روح الله !.. أنه أدرك له ولد صالح ، فأصلح طريقاً ، وأوى يتيماً ؛ فغفرت له بما عمل ابنه
) ..
هذه هي الصدقة الجارية ، فرق بين إنسان يموت وله في البنوك الملايين لا تفيده مثقال ذرة ، وبين إنسان فقير يموت وله ولد صالح ، يعمل في الحياة الدنيا ما يرفع عنه العذاب وهو في قبره ..
هنيئا لهكذا والد !..
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
( إذا مات الإنسان انقطع عمله ، إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) ..
البعض حاز هذه الخصال الثلاث.
الخلاصة :
أن المؤمن يحاول أن ينوع سبل الخير :
يكفل يتيما ، ويبني مسجدا ، وينشر كتابا .. لعل الله - عز وجل - يقبل منه أحد هذه الأمور ، فيكون من الفائزين !..

27
10
2010