عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2010, 06:27 AM
المشاركة 86
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( مقدمات الأعمال )
إن الشارع المقدس ، يهيئ الإنسان لما يريد تدريجيا :
ففي شهر رمضان ، جعل ليالي القدر في العشر الأخيرة ؛ لذا فهي خير الليالي ..
في موسم الحج كذلك :
الذهاب إلى المدينة عنصر مهيئ ، ثم عمرة التمتع ، وبعد ذلك حج التمتع ..
الحج عرفة ، فلو كان الأمر أن ندخل المسجد الحرام ، فنطوف ، ونسعى ، وفي اليوم الثاني نذهب إلى عرفة ، ثم نبقى عشرة أيام في مكة .. لكان الحج باهتا ؛ لأن الإنسان بعد عرفة يسترخي .
فإذن ، هناك تدريج ، حتى لا يفاجأ الإنسان بالكنز ..
يوم عرفة هو الكنز ، وقبله مقدمات ..
وليلة القدر هي الكنز ، وقبلها مقدمات ..
والصلاة بين يدي الله - عز وجل - هي الكنز ، وقبلها أيضا مقدمات ..
ولكن هذا الكنز ؛ كنز دائمي :
حيث أن الحج يكون في العمر مرة واحدة ، وصوم شهر رمضان في السنة مرة واحدة ، أما الصلوات فهي يومية ، وفي اليوم خمس مرات ..
لذا ، لابد أن نفهم سياسة الشارع بالنسبة إلى الصلاة .
إن رب العالمين ، جعل محطات للإنسان قبل قراءة السورة ..
فالإنسان يصفي نفسه بمصفاة التكرير ، مثل النفط الخام الذي يدخل خاما ويخرج بنزينا .. يصفى مرحلة مرحلة :
المرحلة الأولى :
الوضوء بآداب الوضوء ..
هناك وضوء عادي ، قد يتوضأ الإنسان وهو يتكلم مع زيد وعمرو ، وقد ينظر للتلفاز .. هذا الوضوء صحيح ، ولكن الوضوء الشرعي أن يقرأ الإنسان المستحبات والآداب .. لأن هذه المناجاة في الوضوء ، تهيئ الإنسان للصلاة.. والمتوضئ قبل الصلاة ، أيضا يتوضأ مرة أخرى ؛
لأن ( الوضوء على الوضوء ، نور على نور ).
المرحلة الثانية :
الأذان والإقامة ..
الأذان والإقامة سنتان من سنن الصلاة ..
وبعد " قد قامت الصلاة " يجب عدم التكلم في شيء من أمور الدنيا .. وتشتد كراهة الكلام بعد قول المقيم :
" قد قامت الصلاة " إلا فيما يتعلق بالصلاة .
المرحلة الثالثة :
التكبيرات الست الافتتاحية ، ثم تكبيرة الإحرام ..
وبعد التكبيرات هناك أدعية تهيئ الإنسان للدخول في بحر الصلاة .
المرحلة الرابعة :
الاستعاذة بالله - عز وجل - قبل قراءة السورة :
لأن الشيطان قد يدخل على الخط بعد التكبيرة مباشرة .
الخلاصة :
أن الله - عز وجل - في تشريع الصلاة ، أراد من الإنسان أن ينتقل إلى لب الصلاة بشكل تدريجي :
من أول نظرة لماء الوضوء ، فيقرأ أدعية الوضوء ..
ثم الأذان ، والإقامة .. ثم التكبير؛ قبل التكبير يفكر الإنسان قليلا ، يحاول أن يستجمع أفكاره ، ثم يكبر .. ثم الاستعاذة ..
فحقيقة الصلاة الخاشعة تحتاج إلى تمهيد ، والمصلي ينبغي أن لا يدخل في نقاش مع أحد قبل الصلاة ؛ لأن ذلك يشغله أثناء الصلاة بين يدي الله عز وجل .
كل هذه أجواء مهيئة ، وإلا فإن الأمر يحتاج إلى أمر آخر ، وهو التفاتة القلب ..
فمن لم يسيطر على صلاته من تكبيرة الإحرام ؛ الشيطان يسرقه .. لذا عليه أن يحاول من تكبيرة الإحرام أن يكون مؤدبا بين يدي الله عز وجل ، وإلا إذا تزحلق فهو على جبل جليدي ، لا يلتفت إلا وهو يقول : السلام عليكم ، وهو في خمسين واد من وديان الدنيا .
وبالتالي ، إذا أتقن المصلي التكبير في أول صلاته ، وذكّر نفسه بمقتضى هذا التكبير ، وبمعاني التكبير في كل خطوة من خطوات صلاته ، التي يكبر فيها .. يرجى أن يأتي بصلاة خاشعة ، يقبلها الله - عز وجل - بمنه وكرمه .
25
10
2010