عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2010, 01:26 AM
المشاركة 41
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خطة تطوير الهجوم وأسبابها :
كانت الخطة المعدة الأساسية لتطوير الهجوم باعتبارها المرحلة الثانية من الخطة بدر , تقتضي عددا من الضوابط التي غابت عن التنفيذ الفعلى لهذا التطوير ,
فبعكس المرحلة الأولى التي جرى فيها التطبيق مطابقا تماما للخطة الموضوعة وبحرفية بالغة , فقد تعرضت خطة التطوير لتعديلات جوهرية أملتها ظروف القتال السياسية مما كان له أثر كبير في تعطيلها ,
وبدأت الأحداث يوم 12 أكتوبر عندما فاتح المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع المصري رئيس أركانه الفريق الشاذلى في أمر تطوير الهجوم نحو الشرق ,
واعترض الفريق سعد الشاذلى ـ وكان له حق في اعتراضه ـ باعتبار التوقيت الغير المناسب الذى يطلبه الوزير حيث لم تستكمل قواتنا بعد استعدادها لتنفيذ التطوير وفق توافر عناصر نجاح الخطة والتى كان أهمها ضمان الحماية الجوية للقوات خارج حائط الصواريخ المصري عن طريق تأمين القوات بالدفاع الجوى المتحرك ,
كذلك لم تكن معلومات الإستطلاع كافية عن مواقع العدو ولم تتوافر أى صور جوية لجبهة القتال وهو ما يعنى أن تقدم القوات سيكون نحو المجهول , فى مواجهة عدو يمتلك كافة المعلومات

وفى اليوم التالى ـ ورغم اقتناع الوزير بوجهة نظر رئيس الأركان ـ إلا أنه عاد ففاتحه في نفس الموضوع وأبلغه أنها تعليمات سياسية بضرورة التطوير لتخفيف الضغط على الجبهة السورية التي كانت تعانى من تركيز في طيران العدو سبب لها خسائر ضخمة ,
ففي تلك المرحلة وجهت القيادة السورية رسائل عاجلة متواصلة عن طريق اللواء بهى الدين نوفل رئيس الأركان للقوات المشتركة كى تقوم مصر بتطوير الهجوم الشرق بأسرع ما يمكن كى تخفف الضغط على السوريين ,
وتحت هذا العامل الحساس لم يستطع الرئيس السادات أن يطلب مزيدا من الوقت فأصدر قراره السياسي الإلزامى للقوات المسلحة أن تقوم بتطوير عملياتها نحو الشرق يوم 13 أكتوبر ,
وكان اعتراض الشاذلى مبنيا على الخط الإستراتيجى الذى تقرر في مؤتمر الدفاع العربي المشترك عام 1971 م عندما أعلن وبوضوح أن مصر وسوريا إذا دخلا الحرب معا فلن يكون باستطاعة أحدهما أن تخفف الضغط عن الأخرى إذا تطلب الموقف ذلك الأمر , وأنه يجب عمل الحسابات على ذلك الأساس ,
فسوريا لا تستطيع تخفيف الضغط على مصر لأنها لن تستطيع أن تعبئ في مواجهة العدو طاقة أكبر من إمكانياتها ومصر لن تستطيع لأن الخروج من حائط الصواريخ أمام طيران متفوق للعدو لن يخفف الضغط
وقد اقتنع المؤتمر العسكري العربي بهذا الأمر في وقته [1]
ويضاف على ذلك حقيقة هامة للغاية كان الشاذلى يؤيد بها موقفه وهى أن العدو يحشد أمام الجيش المصري 8 ألوية مدرعة كاملة بينما يحشد على الجبهة السورية ست ألوية مدرعة ,
وليس متصورا أصلا أن يقوم العدو بسحب أى لواء مدرع من الجبهة السورية للمصرية لأنه لا يحتاج ذلك مهما كان ضغط المصريين لأن قوة الجيش المصري المواجه كانت أربعة ألوية مدرعة فقط أى أن العدو يتفوق عليه بالضعف ولا يحتاج أى إضافة ,
( ولفائدة القارئ فإن أمر تفوق العدو في المدرعات لم يقتصر فقط على أنه يحشد أمام المصريين 8 ألوية في مواجهة أربعة ألوية بل إن التفوق العددى يميل للعدو أكثر لأن اللواء المدرع العربي قوته 90 دبابة فقط بينما اللواء المدرع الإسرائيلي قوته 120 دبابة )
فأى تخفيف يتوقعه السادات من جراء تطوير الهجوم في هذه الحالة ؟!

غير أن وجهة نظر السادات كانت تستند إلى أن القوة التي يهدف لسحبها من العدو هى القوة الجوية حيث يهدف إلى جذب القوة الجوية للعدو إلى الجبهة المصرية لأن طيران العدو كان السبب الرئيسي في الخسائر الجسيمة التي تلقتها القوات السورية
بعد اندفاعها وخروجها من نطاق حائط الصواريخ ,
وتحت ضغط الأمر الواقع قام الفريق الشاذلى بإصدار الأوامر بإتمام أمر الهجوم صباح يوم 13 أكتوبر ,
وقام اللواء محمد غنيم بحمل التعليمات إلى قائد الجيش الثانى اللواء سعد مأمون , وقام اللواء طه المجدوب بحمل التعليمات إلى اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ,
ودون ترتيب مسبق اتصل قائدا الجيشين وفى نفس الوقت تقريبا بالفريق الشاذلى معترضين على تنفيذ الأوامر بتطوير الهجوم بنبرة غاضبة مستنكرة لعدم جاهزية القوات في هذا الوقت ,
وإثر اعتراض قادة الجيوش تقرر أن يتم استدعاء قائدى الجيشين إلى المركز رقم 10 للوصول إلى حل , في ضوء سماع اعتراضاتهما المبنية على موقف الجيوش ميدانيا ,


الهوامش :
[1]ـ برنامج شاهد على العصر ـ شهادة الفريق الشاذلى ـ تقديم أحمد منصور ـ قناة الجزيرة