الموضوع
:
[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
عرض مشاركة واحدة
10-21-2010, 06:30 AM
المشاركة
79
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Dec 2009
رقم العضوية :
8249
المشاركات:
29,962
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
(
آية التطهير
)
إن من الآيات النازلة في حق أهل البيت ( عليهم السلام ) آية التطهير :
{
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
}
هذه الآية واضحة في أنها تدل على أن اللهَ - عز وجل - خص أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذه الخاصية .. والعبارات فيها تأكيد {
لِيُذْهِبَ
} اللام لام التأكيد ..
{
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
}
أيضاً تأكيد ..
فإذن ، هناك تأكيد واضح أن هذا التطهير ، وهذه العصمة ؛ هي من لوازم الدعوة والتبليغ ..
فالنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أُذهب عنه الرجس ، ولولا هذه الصفة :
لما صار النبي نبياً .
أولاً :
هل يمكن للإنسان أن يصل إلى درجة من درجات التطهير ؟..
ثانياً :
لماذا طهر الله - عز وجل - أهل البيت ، وأذهب عنهم الرجس ؟..
النقطة الأولى :
نعم ، هنالك في القرآن الكريم آيات ، نفهم منها أن الله - عز وجل - إذا أحب عبدا تصرف في قلبه !..
فالإنسان يجاهد في ترك المعاصي ، وفعل الواجبات ..
ولكن الله - عز وجل - يتصرف في قلوب البعض {
وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
} أي يصبح الحرام ثقيلا على نفس الإنسان ، والواجب مستمتعا به ..
وعندئذ لا تكلف في البين !..
فالذي يكره الحرام ، سوف لن يرجع إليه ..
أما الذي يحب الحرام ، ويجاهد نفسه في عدم ارتكابه ؛ فإنه سيسقط يوما في فخ الشيطان ..
إذن ، كما أن الله - عز وجل - أذهب الرجس عن أهل البيت بالدرجة العليا ، هو قادر على أن يتصرف في قلوبنا ، ويمكن أن نصل إلى درجة من درجات الطهارة .
النقطة الثانية :
إن رب العالمين يزين الإيمان في قلب العبد ، ويكره إليه الكفر والفسوق والعصيان ..
متى يختص رب العالمين عبده بهذه الهبة ؟..
إن هناك طريقين للوصول إلى هذه المرتبة :
الطريق الأول :
المجاهدة المستمرة : أي أن الإنسان الذي يجاهد نفسه ، ويراقب نفسه ؛ يصل إلى هذه الدرجة ..
فالنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أربعون سنة ، وهو في حال مراقبة لنفسه .
الطريق الثاني :
تقديم قربان لله : في العرف السياسي : إذا أطلقت دولة مساجين دولة أخرى عندها ، فهذه الحركة يسمونها سياسة إبداء حسن نية ..
فمثال على ذلك :
إن أبا الأنبياء إبراهيم ( عليه السلام ) {
إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
} كان قد حطم الأصنام في أول حياته ؛ لذا وصل إلى درجة الخلة ..
وموسى ( عليه السلام ) تزوج من ابنة النبي شعيب ( عليه السلام ) وصار خادما له {
ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ
} كل هذا من بركات عمل بسيط، {
وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
}؛ {
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
} ؛ هذه الحركة البسيطة جعلته صهرا لشعيب ..
وعندما حملت زوجته أراد أن يقتبس لها نارا ، وإذا برب العالمين يقول :
{
يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
} ..
لاحظوا الترتيب :
زواج ، حمل ، ذهاب لاقتباس نار ، فإذ بموسى ( عليه السلام ) يرجع كليماً ..
هكذا رب العالمين يرتب الآثار مرحلة بعد مرحلة !..
وكذلك عندما نذرت امرأة عمران نذراً :
{
رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
} فكانت الجائزة من رب العالمين أن تقبل منها نذرها ، ووهب لها مريم التي {
...أَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا
} ..
أما مريم ( عليها السلام ) فقد اصطفاها رب العالمين ، واجتباها ، ووهب لها عيسى ( عليه السلام ) لأنها أحصنت فرجها
{
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَار
} .
فإذن ، كل إنسان إذا أراد أن يتكامل ويتقدم إلى ربه بخطوات متسارعة ، لا بد أن يقدم جهادا في سبيل ربه ، ولو جهادا بسيطا !..
21
10
2010
رد مع الإقتباس