الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم يوم أمس, 10:22 PM
المشاركة 355
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
وفي هذه الحياة، وُجدتَ وأنت تبحث عن أصلك، وتُدرك مآلك.
وعقارب الساعة تمضي بلا توقّف، لا تلوي على أحد،
فلا تكترث إن كبَت بك القدم، أو لفحك الألم، أو غاب عنك من كان أقرب من الروح للروح.

تُحدّق في وجوه العابرين،
وفي داخلك ألف صرخة تخنقها الحيرة، وتطلقها في وجه اليقين،
غير أن صداها لا يتعدّى جدار الصمت الدفين...
فتمضي وحدك، سائرًا في طريقٍ طويل، لا يقطعه معك أحد سواك.

أيها الإنسان...
ما تملكه يفوق العدّ، ويُثقِل كفّة الميزان،
لكنّه، في غياب الوعي، أشبه بالسراب في قلب الظمآن.
تبني اليوم، لتهدم غدًا،
وتلهث خلف وهمٍ، ما لبث أن يتوارى خلف دخان.
وهكذا تمضي الأيام، مسارح للأحلام، ومصارع للأوهام،
لا يدوم فيها شيء... سوى أثر الإنسان.

تُحب وتُخذل، تُعطي وتُنسى،
تُحسن وتُساء، وتظلّ تتأرجح بين عطائك وخذلانك،
وبين هذا وذاك، يتسلّل إلى ذهنك سؤال:
لماذا وُجدتُ؟

ففي دوّامة الحياة، ركضٌ لا ينتهي،
نعيش بين متناقضين لا يطغى أحدهما على الآخر،
وفي توازنهما... يكمن سرّ الحياة.

وكم يعصف في سمعي سؤال،
وفي أعماقي يقينُ الجواب،
لا يزال ذلك الهمس يرنّ في أُذني صداه،
وجميع ذرّاتي تُردّد رجع صداه.

فلم أُخلَق في هذه الحياة عبثًا،
ولن أُترك سُدًى،
ومآلُنا، مهما طال المسير، إلى ربّ العباد.