الموضوع
:
*عندما شــــــــــــــاء القدر* قصة قصيرة - فيلم عربي
عرض مشاركة واحدة
اليوم, 12:02 AM
المشاركة
5
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2009
رقم العضوية :
6386
المشاركات:
1,862
رد: *عندما شــــــــــــــاء القدر* قصة قصيرة - فيلم عربي
*الفصل الخامس والأخير*
*لقاء الأحبة*
أحس وليد بعالمه ينهار، واحتمل شعوراً في داخله أنه مسؤول عن تعاسة حبيبته وما حل بها، لم ينم ليله، وذهب في باكر اليوم التالي وحيداً إلى البساتين البعيدة، ملاذه حين الأزمات، يريد أن يتخذ قراراً مصيرياً، ولا يريد أن يخطئ، ولكن نفسه تدفعه دفعاً لاتخاذ القرار بسرعة ورغبة، وبدون أي تأجيل، رغبة الظمآن الذي تتوق نفسه إلى الماء، والغريق الذي يتطلع إلى يد منقذ.
*أمي . . سأخطب صباح . . !
بكت الأم وزغردت، فهذا أسعد خبر تسمعه منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً.
*هنالك مشوار عليّ أن أقوم به، قالها وليد في نفسه، وأسرع قاصداً السوق.
رفع علي شقيق صباح رأسه فوجد وليد أمامه، فبهت ولم ينبس ببنت شفة . . !
*كيف قدرت أن تظلمنا بكل تلك البساطة، لقد تحولت حياتنا بسببك إلى جحيـم دائم، أنسيت أننا كنا أصدقاء، ولنا ذكريات مشتركة، ماذا فعلت . ! هـل تشــعر الآن بالرضى !. كان جواب عليّ قصيراً مقتضباً . .
*صديقي وليد، لقد أخطأت بحقك وظلمتك، وكان الشيطان شريكي، أتمنى من كل قلبي أن تسامحني . .
في نفس اليوم، جمع وليد ولديه مع أمه ووالدة محبوبته، وذهبوا جميعهم إلى بيت صباح، دون أن يعلموها بقدومهم، طرق هو الباب، فتحت الابنة الصغرى سعاد ذات الثلاثة عشر ربيعاً، وتفرست في الوجوه الغريبة، حتى استقر بصرها على وجه جدتها التي ضحكت لها وقبلتها . .
*قولي لأمك أنني ووليد وأمه وأولاده لدى الباب.
تجمدت صباح من هول الموقف، ولم تتمكن من السيطرة على عواطفها، ولكن وجود والدتها مع الضيوف سهل الوضع قليلاً، وتقاطر الأولاد يباشرون الحدث الكبير،
ويتعرفون على الضيوف، الفضول يملؤهم، لم يستطيعوا معرفة سبب الزيارة ولا تخمينه.
وحدها صباح عرفت وتيقنت، فحبيبهـا لم يتركها، عمر مضى، ولكنـه لم يتركها، ها هو ذا قد عـاد، ومعه عـاد الأمـل.
أطلت صباح على الضيوف، وعلى حبيب القلب الذي فصلت خمسة وعشرون عاماً بينها وبينه، نفس الجمال ونفس الهدوء، ابتسامة آسرة وحنان دافق، وقفت هنيهة تتأمل الوجوه السعيدة، لم تستطع تحمل الموقف، هطلت دموعها وهمت مدراراً، وانزوت تحتمي بظل والدتها، واعترت خديها حمرة الخجل، ممزوجـة بالرغبـة والفرح، ورنـت إلى الأرض.
سكن الجمع، واشتعل وجيب القلوب يستطلع الخبر، ما الحكاية . . ! ماذا يحصل . . !
قطع المشهد المؤثر والدة وليد، قامت إلى صباح، ربتت على كتفها، ومسحت على رأسها، ثم جلست قربها.
لم تستطع صـباح الكلام، ولم تستطـع الإتيان بأي تصرف مهمـا كـان، ســحبتهـا والدة وليد برفق * تعالي معي* واختفتا في الداخل.
ووجدها وليد فرصة طيبة أن يتعرف بالأولاد بوجود جدتهم، فهذا فادي الابن الأكبر في العشرين من العمر، يشتغل بالتجارة لمساعدة الأســرة، وعمله غير ثابت، وهذا عمر في الثامنة عشرة، حصل أيضاً على الثانوية، ويعمل في ورشة نجارة بمدخول بسيط، وهذه ماجدة في الخامسة عشرة، ومصطفى في الرابعة عشرة، وسعاد في الثالثة عشرة، ما زالوا في المدرسة، يكملون تعليمهم، تعرف وليد عليهم، وأحبهم وبادلوه حباً بحب، فالحب إذا خرج من القلب، لا يجد مكاناً له إلا القلب، والحب الصافي الخالي من الغرض، لا يقابل إلا بالصدق والمحبة.
استأذن وليد بالانصراف، وترك والدته في بيت محبوبته، وعاد مع ولديه إلى البيت، وما أن حلّ المساء حتى عادت والدته تبشره بموافقة صباح على الزواج منه.
في الصباح التالي، أخبر وليد صديقه علياً بموضوع الخطبة، وقرب زواجه من شقيقته، لم يصدق عليّ الخبر، انفرجت أساريره، وبارك لصديقه ما يخطط له، وأصر على تحمل كافة المصاريف.
*الحمد لله الذي جمعنا بعد تفرق، الحمد لله أنك سامحتني، ألف مبروك يا أنبل صهر.
ذهب وليد في نفس اليوم مع والدته وحماته مرة ثانية إلى بيت محبوبته، تملؤه ا، ويعمه الفرح، كان الجميع مترقباً، على وجوههم بهجة وحبور، قلوبهم يملؤها الحب، عالم من العواطف الجياشة كان بانتظار وليد، لقد ضحكت لنا الدنيا أخيراً.
*صباح يا غالية، أولادك هم أولادي، ولن أجد لولديّ أمّاً أحن ولا أجمل منك، سيكمل أولادنا تعليمهم، وأدعو الله أن نرى أولادهم وأولاد أولادهم، سننسى ما حـــــاق بنا كاملاً، ونعيش سعداء، يرفرف فوقنا طير الحب، وسوف نبدأ من جديد.
-----------------انتهت------------------
رد مع الإقتباس