الموضوع
:
*عندما شــــــــــــــاء القدر* قصة قصيرة - فيلم عربي
عرض مشاركة واحدة
اليوم, 12:01 AM
المشاركة
4
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2009
رقم العضوية :
6386
المشاركات:
1,862
رد: *عندما شــــــــــــــاء القدر* قصة قصيرة - فيلم عربي
* الفصل الرابع *
* العودة إلى الوطن *
وقد حاول مراراً ألا تخرج خلافاتهما عن دائرة البيت، ولكن زوجته كانت لا يهمها الفضيحة، بل إنها تحمّل من حولها مسؤولية تزويجها تلك الزيجة الوضيعة، وتعودت كل حين أن تأخذ أولادها وخادمتها وتمكث في بيت أهلها لشهر أو لشهرين، لتريح أعصابها من زوجها ومستواه المتدني، ثم وتحت ضغط الوضع الراهـن، تحـس نفسـهـا مضطرة للعودة.
وهكـذا تتوالى الأيــام والسنـــون على نفــــس المنوال، حتى جاء يوم قررت فيه أن تتطلق، وتبعد عن زوجها وأولادها، فهم يذكرونها به، وهي لا تتحمل ذلك أبداً، وقد ظن وليد في البداية أن ذلك ما هو إلا نغم جديد سرعان ما يتلاشى، ولكن زوجته ذهبت في إصرارها هذه المرة إلى النهاية، ولم ينفع تدخل شقيقها ولا أهلها في ثنيها عن موقفها، وتمت إجراءات الطلاق بسرعة، ولكن وليد قرر أن يترك البلد ولا يبقى فيها أبداً.
خمسة وعشرون عاماً مرت منذ أن غادر قريته، أولاده ما زالوا صغاراً، حنين جارف يشده إلى مسقط رأسه، إلى قريته التي لم يدخلها خلال ربع قرن ولو مرة واحدة، فقد كان الظلم الذي تعرض له وقتذاك، كفيلاً بمنعه من ذلك كلما فكر بالعودة.
حمل وليد مقتنياته وولديه، ويمم وجهه شطر قريته، وأحس وهو يدخلها بخفقان قلبه، وبالعرق يغمر جبينه ويخرج من مسامه، وبارتفاع حرارته، ولكن تخوفاته تلاشت فور أن دخل البيت وتلاقى مع والدته وأهله، وأحس بفرحهم الغامر ومحبتهم له، وسعادتهم بعودته.
هاهوذا بيت الطفولة، وهاهي ذي المكامن القديمة، تغيرت القرية التي يعرفها تغيراً كبيراً، ولكن البساتين والينابيع والشجرات التي ألفها وأحبها لم تتغير فهي شامخة في مكانها، لله ما أجملها.
في اليوم الثالث مباشرة، جاء جيران وليد لزيارته، وكأنهم يكفرون بهذه الزيارة عن خطأ قاتل ارتكبوه معه وهو منه براء.
إذن فقد ظهرت الحقيقة خلال غيابه ولم يعد متهماً في قريته، لقد أصبح بريـئاً، ومع أن القصـــة قد مضى عليهــا زمن طويــل، فقد أفرحــــه ذلك كثيراً.
حلت السكينة على قلب وليد، وشعر للمرة الأولى باستقراره الداخلي وهدوء نفسه،
وبأنه يسيطر على مجريات الأمور التي تحيط به.
*إن سـعادة النفــس تنعكــس على صفحــة القلــب، فتظهــر على المحيــا، وتكتنــف البــدن*.
شيء غامض كان ينغص هذه السعادة الوليدة، يراه في أعين أهله، وخصوصاً والدته، ولا يعرف كنهه،
*أمي ! !ماذا هناك . . ! ماذا تخبئين عني . . ! هل لذلك علاقة بصباح . . !
وهطلت دموع الأم، ونظرت إليه نظرة يملؤها الحزن والشفقة،
*هذه الفتاة المسكينة، ماذا فعلت ليحل عليها كل ذلك الظلم، لقد تزوجت وكأنها مجرمة، لا احتفال ولا مهر، ولم يقصر زوجها بظلمها، بل لقد منعها من مغادرة البيت فترة طويلة، ثم تزوج عليها وأهملها مع أولادها، وأذاقهم صنوف الذل والفاقة، لديها خمسة أولاد، اكبرهم في العشرين، ترك الدراسة بعد الثانوية، وقد توفي زوجها في العام الماضي، وتركهم فريسة للفقر والفاقة.
أحس وليد بعالمه ينهار . .
** يتبع **
رد مع الإقتباس