عرض مشاركة واحدة
قديم اليوم, 12:00 AM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: *عندما شــــــــــــــاء القدر* قصة قصيرة - فيلم عربي

* الفصل الثالث *
* بدايـــــــة جديدة *

ومضى وقت قصير، قبل أن يتبرع أحد الأصدقاء المقربين بإفشاء السر، وما أفشاه إلا حسداً وشماتة، لقد فاحت رائحة خطيبتك مع صديقنا ســـامي، وهي لم تخطبك أصلاً إلا لإثارة غيرته، لقد وعدها بالزواج، وهي لا تبارح شقته طيلة النهار . . ! !
زالت الغشاوة وفسخت الخطبة ولاحقت وليد نظرات الاستهزاء والشماتة، مع قليل من الشفقة . .
*أنت مكانك تحت . . لن تصعد إلى الأعلى . . أنت تحت . . وستبقى تحت*.

تضاعفت أحزان وليد، وكبرت همومه، وألجأه اليأس من حاضره إلى البحث عن تغيير جذري بحياته، فذهب إلى مكتب توظيف وطلب عملاً خارج البلاد، فلا سبيل لهروبه إلا بذلك.
وسنحت الفرصة له بعد وقت قصير، فلملم أحزانه، ومعها أغراضه ومقتنياته البسيطة، وتوجه إلى المطار، مغادراً إلى بلد الهجرة العربي الذي اختاره، لا يعرف أحداً ولا يعرفه أحد، رمى خلفه كل ذكرياته ليبدأ من جديد.
وقد ساعدته خبرته في العمل وشكله الحسن وأدبه الجم في التعامل مع الآخرين، أن يحصل على وظيفة جيدة، وأخلص لوظيفته وأفنى نفسه فيها، ولم يتذمر أو يتأفف، فصار مضرب المثل، تحسن مركزه وزاد دخله، وحددت له مكافأة مجزية يستلمها كل عام.
وأعجب به أحد كبار الموظفين، وهو واحد من أعضاء مجلس الإدارة، فقربه إليه، وجعله مكمن سره، ثم بدأ يدعوه إلى بيته للعشاء أو لشرب الشاي، ثم وبعد مدة ليست بالطويلة، صارحه برغبته أن يزوجه بأخته الصغرى، التي تقاربه في السن، والمسؤولة في نفس الشركة عن التسويق والعلاقات العامة. وكان في ذلك مفاجأة سعيدة لوليد، لقد آن الاوان أن ننسى الهموم، ونترك وراءنا الأحزان،
وننزع عن جوارحنا ما آلمنا من ذكريات.
أبدى وليد موافقته، وتم كل شيء حسب طلب العروس، ولم تمض غير بضعة أشهر، حتى كان وليد ينعـم مع عروســه بحيــاة هانئـــة، حسبهـــا ستـدوم إلى الأبـــد، وكملت سعادته بولدين جميلين ملآ حياته وحياة زوجته بالبهجة والاستقرار النفسي، أو إنه قد تخيل ذلك.
ولأن التعيس في الغالب يبقى تعيساً، وقد لا تعرف السعادة عنده مستقراً، فقد كانت زوجة وليد دائمة التذمر من تاريخ زوجها ومستواه الوضيع، فهي الأميرة وهو الأجير، وقد اضطرت للزواج منه حتى لا تبقى عانســـاً، ولم تشفع له معاملته الحسنة أو وجود أولادهما أن تغير زوجته من تأففها ولا من جبروتها، فهو وبعد كل ما قدمه، لا يساوي لديها أكثر من خادم عديم القيمة.
وقد حاول مراراً ألا تخرج خلافاتهما عن دائرة البيت.

** يتبع **