عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
15
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
1,862

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
يوم أمس, 11:59 PM
المشاركة 1
يوم أمس, 11:59 PM
المشاركة 1
افتراضي *عندما شــــــــــــــاء القدر* قصة قصيرة - فيلم عربي
أعزائي ،،
هذه قصة قصيرة (طويلة قليلاً) كتبتها مثل فيلم عربي، وهي على خمسة فصول، أرجو أن تنال إعجابكم ،،
تحياتي للجميع ،،
-------------------


*عندما شــــــــــــــاء القدر*

*الفصل الأول*
*عندما يغير الظلم مصير الإنسان*

انتهت حرب حزيران( 1967) بنكسـة كبيرة للعرب، نكسـة مســـت تاريخهم بشرخ لا يلتئم، وخـرج وليد من هذه الحرب حزينـاً مكسـور الإرادة، يحـــس بالضعـف وقلة الحيلة،
فقد استشهد والده وهو يدافع عن أرضـه المقـدسة، وتركــه وأخـوتـه لا معين لهم ولا مكـفـكف لعبراتهـم، وعانى مـع أخـوتــه الثمانية الأمرين وشظف العيش، ولم يستطيعوا إلا بالكاد أن يجابهوا تيار المتطلبات الحياتية المختلفة من مأكل ومشرب، حتى نســـوا السعادة أو تناسـوها، فلا وقت لديهم إلا للعمل والاجتهاد.
وحدها صباح، جارتهم الجميلة، كانت البلسم الشافي، نظرة منها تحيي الفؤاد،
بســـمة منها تصنع البهجة، وتعني استمرار الحياة، وبأن الأمــل في الغــد لا يمــوت.
كــــان وليد ثالث أخوته الذكور، في أوائل العشرين من عمره، عندما نبض قلبه بحب جارته الجميلة، كانت أغلى ما عنده، ولم يكن باستطاعته أن يراها إلا بالصدفة، فتقاليد قريته لا تسمح بذلك، أما أن يكلمها، فتلك معضلة أخرى لا حل لها أبداً، وقد سنحت له فرص قليلة ليقابلها ويتكلم معها عندما تكون في زيارة لوالدته، أو لإحدى أخواته، كلمات مقتضبة، ونظرات تتفاهم معها القلوب على قرارات المستقبل.
كان مطمئناً بأنها له، ولا قوة يمكن أن تأخذها بعيدة عنه أو تكون لغيره،
وفجأة. . ! ! في يوم تجلل بتعاسة نادرة، انقلب كل شيء في حياة وليد، فقد اتهمه جاره علي، الشقيق الأكبر لمحبوبتــه، بأنه كان معها في البيت المهجور، الذي يقع في طرف القرية، مساء اليوم الفائت، وحدها صباح قدرت ما حصل، فمنذ عدة أشهر، جاء إلى القرية عنتر البائع المتجول، وكان لديه فستان جميل أعجبها فاشترته، واشترت مثله صديقتها غيداء، وهي الوحيدة التي تطلع على أسرار صديقتها بأن لها صاحباً ينوي أن يخطبها عندما تتيسر أموره المادية.
فلا شك أن أخاها قد رأى صاحبتها تخرج مع صديقها من البيت المهجور، وهي تلبس نفس الفستان، فظن أنها هي، وقد غابا في الظلام، ولم يتمكن من الإمساك بهما،
وتأكد ظن صباح في اليوم التالي مباشرة، فقد جاءت غيداء ترتعش مرعوبة، ونمت نظراتها أنها هي المتهمة الحقيقية، ولكن ذلك لن يغير شيئاً، فما فعلته صاحبتها بالذهاب إلى البيت المهجور، يعتبر في القرية جريمة قد يكون القتل جزاؤها، وتزلزل كيـان وليد، ولم يدر ماذا يفعل، فهو وحبيبتـه بريئان من هذه التهمة، وقد كان مســاء البارحة في البيـت لم يغادرها، وترجـى والدتـه أن تستطلع له الأمـر، والتي قبـلت تحت إلحاحــه أن تقــوم بالمهمة، وأسرعت إلى جارتها، ولكنها عادت بعد دقائق قليلة دامعة العين، مقطبة الجبين، تهمهم وتردد،
"هذا ظلم . . والله ظلم. . لا يريد أخوها أن يصدق أن أخته كانت البارحة في البيت . . وسوف يقوم بتزويجها خلال الأسبوع القادم . ."
وانسلت الأم إلى غرفتها، حتى لا تواجه نظرات ابنها وانكساره أمام هذا الموقف الدامي، وهي تعلم تماماً ماذا تعني صباح بالنسبة له.
كانت الصدمة شديدة، سمع وليد الخبر وغادر على عجل، هائماً على وجهه، لا يشعر بنفــسه، شارداً معتل الفؤاد، ويمم وجهه صوب البساتين البعيدة على أطراف القرية، هنالك وجد وحدته، ووجد ذاته، لكنه لم يستطع تجاوز الأزمة، فقد كانت الضربة قاصمة، وقد كان حبه لجارته حباً وفيا جارفاً، وحال بينهما ظلم كبير لا دخل للنصيب فيه.
ومر النهار بطوله، وآذنت الشمس للمغيب، ووليد جالس بمكانه دون طعام أو شراب، ساهم يتفكر بما آلت إليه حياته، يمر شريطها أمام ناظريه وينتهي إلى ما بدأ منه، ثم يتوالى من جديد.
وعندما مالت الشمس للمغيب . .

** يتبع **