الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
08-27-2025, 07:37 AM
المشاركة
319
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
564
رد: مُهاجر
يا صاحِ، اسمع لنداء الحكمة إذا تجلّت، وتأمّل في مَصارع من استكبر وتجبّر، فما سقط جبارٌ إلا بعد عُلوٍ غرّه، ولا طغى طاغٍ إلا وسُلِبَ ملكه حين توهّم أن الدهر خادمه.
أين من قال: "أنا ربكم الأعلى"؟ خرّ صريعاً في البحر، لا مَن أنقذه، ولا مَن عنه دافع.
أين من تجبّر في الأرض، يُحكِّم السيف في رقاب الضعفاء؟ باتت قصورهم أطلالاً، وعروشهم غباراً، ونُقِشت أسماؤهم في سجلّات الهالكين.
والمظلوم؟
والله ما خاب من رفع يديه إلى السماء يشكو بثّه وحزنه، وما ضاع دمعٌ سُكِبَ في ظلمة القهر، بل جُمِعَ عند الحقّ وادّخر، حتى إذا شاء العزيز المنتقم، جاءه النصر على قدر، لا يُبطئ إذا حان، ولا يخطئ حين يُقَدَّر.
الحياةُ دارُ ابتلاء، تكسِر ثم تجبُر، تُدهِش ثم تُعلِّم، تُسقِطُك لترفعك، وتريك في الناس صنفين: من صَبر فظفر، ومن بغى فاندحر.
والحوادث؟
هي المِحكّ، هي التي تَعرِض الوجوه على مرآة الصدق، فتُميّز بين الطيّب والخبيث، وبين من زُيِّن له غروره، ومن صقلته نيران المحن فصار كالذهب، لا يزيده اللهب إلا لمعانًا.
فلا تحزن إن تهاويتَ يومًا، فإن السقوط لا يُهين إلا من قبِل الهوان، وكم من عثرة كانت بداية مجد، وكم من جَلدٍ على الابتلاء ختم بنصرٍ لا يخطر على بال.
تأمّل، واذكر:
كم من جبارٍ طغى، فصار حديث العابرين، وكم من مظلومٍ بكى، فصار علَماً في جبين المنتصرين.
رد مع الإقتباس