الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2025, 10:25 PM
المشاركة 317
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
ألا تعرفُ..؟
أنَّ كِياني طَرْقٌ على بابِكْ؟
أدقُّ كَمَا يدقُّ اللحنُ في أوتارِهِ..
ويَخْفِقُ كَمَا يخفقُ الحُلمُ في عُمرِ الغُروبِ..
حتَّى صِرْتُ أسمعُ صَوتَ العَطَشِ..
فِي كُلِّ ارْتِجَافَةٍ تَتَسَرَّبُ مِنْ أَصَابِعِي..
كَأنَّنِي نَدًى يَخَافُ أَنْ تُطْبِقَ الزَّهْرَةُ جُفُونَها..
قَبْلَ أنْ يَلْثمَها!
ألا تعرفُ..؟
أنَّ البُعْدَ عَنْكِ..
لَمْ يَكُنْ إلاَّ رَكْضًا نَحْوَ غُيُوبِكْ؟
أطوي المَسَافَاتِ..
كَمَا يَطْوِي الشِّتاءُ صَدَاهُ..
حِينَ يُنَادِيهِ الرَّبِيعُ..
فَيَعُودُ شَذًا يَتَعَلَّقُ بِأَجْنِحَةِ الرِّيحِ..
وَيَغْسِلُ آثَارَ الْبَرْدِ!
ألا تعرفُ..؟
أنَّك صِرْتَ فِي دَاخِلِي..
مثلما يَتَسَرْبَلُ الْمَطَرُ بِذَاكِرَةِ الطِّيْنِ..
حَتَّى إِذَا جَفَّتْ أَرْضُ الْعُمُرِ..
بَقِيَ فِيهَا اخْضِرَارُكْ؟
مثلما يَبْقَى الْجَمَالُ فِي وَرْدَةٍ..
حِينَ تَذْبُلُ..
وَيَبْقَى الْعِطْرُ سِرًّا يُنَادِي:
أَنَا لَمْ أَرْحَلْ بَعْدُ»..
---
وَسَطَ هَذَا الْعَطَشِ الْمُقَدَّسِ..
لَوْ تَدري:
أَنَّنِي أَصْبَحْتُ أَرْهَبُ الْفَرَاغَ..
فَمَا الْعَدَمُ إلاَّ حُضُورٌ لِغَيَابِكْ..
وَمَا الظَّلامُ إلاَّ نُورٌ يَنْتَظِرُ عَوْدَتَكْ!