عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
545
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
1,821

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
06-03-2025, 07:37 PM
المشاركة 1
06-03-2025, 07:37 PM
المشاركة 1
افتراضي *ألبوم الذكريات* قصيدة نثرية

تحية لكل ثورة ولكل صابر على البلاء ولكل شهيد ،،


*ألبوم الذكريات*

فَتَحْتُ أَلْبُـــــــــــومَ الصُّــــــــــوَرْ
نَفَرَتْ مِنْهُ دَمْعَـــــــــــةٌ أَمَامِي وَحَجْمٌ كَبِيرٌ مِــنَ الْحَنِينْ
وَأَنِينٌ دَائِمٌ طَالِــــــــــــــــــــعٌ عَنْ صُــورَةِ أُمِّي
وَوَهْجُ نَارٍ صَادِرٌ عَنْ بَيْتِيَ الْمَهْدُومْ
الَّذِي أَبَى إِلَّا أَنْ يَسْحَقَ أَحْبَابِي مَعَهْ
أُمِّي وَأَبِي وَجَمِيــــــعَ أَخَــــــــــوَاتِي
أَشْـــــــــــــلَاءٌ حضَنَتِ الْأَشْـــــــلَاءْ
اِمْتَلَأَتْ بِهِمْ بَاحَـــــــــــــــةُ الدَّارْ
كَانَتْ مَلَاذَاً لِلْقُرْبِ وَالْأَمَلْ
فَصَارَتْ مَكَانَـــــــــــاً لِلْمَوْتِ وَالْخَرَابْ
لَا تَسْمَعُ ضِحْكَةً فِيهَا وَلَا صَدَى
نَافُورَةُ الْمَاءِ أَبْدَلَتْ مَاءَهَــــــــــا دَمَــــــــا
اليَاسَمِينَةُ الْبَيْضَاءُ مَا عَــادَ شَذَاهَا يُشَمّْ
وَالْوَرْدَةُ الْجُورِيَّةُ سوْدَاءُ قَدِ احْتَرَقَتْ
حَتَّى حِجَارَةَ الْأَرْضِ .. خَلَعُوهَا
وَشَـــــــــــــــــجَرَةَ الزَّيْتُونِ .. قَطَعُوهَـــا
وَمِطْرَقَةَ النُّحَاسِ .. بِنَزَقٍ عَنِ الْبَابِ الْمُسَجَّى فَصَلُوهَا
مَا تَرَكُوا وَرَاءَهُمْ إِلَّا الرُّكَامْ
يُنْبِئُ عَنِ الْجَرِيمَة
وَخُيُوطُ دَمٍ صَارَ أَسْوَدَ
تَتَحَدَثُّ بِدُونِ فَمٍ عَنِ الْمَجْزَرَة
***
مَاذَا أَتَذَكَّرٍ، وَكَيْفَ أَتَذَكَّرْ ..!
أَغْلَقْتُ أَلْبُومي
لَا يَسْــــــــــــــــتَطِيعُ قَلْبِي الْمَزِيدْ
هَذَا الْفُؤَادُ مَا عَادَ يَحْتَمِلْ
حُزْنٌ عَشَّشَ في الْحَشَـــــــــايَا
لَا يَتْرُكُنِي وَلَا أَسْـــتَطِيْعُ عَنْهُ فِكَاكَــــــــــــــــا
***
تَحَسَّسْتُ جَيْبِي
مَازَالَ الْمِفْتَاحُ بِحَوْزَتِي
أَحْمِلُهُ مَعِي ..
كَيْفَمَا أَعِيْشُ، أُبْقِيهِ بِجَانِبِي ..
فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْقَدَرِ سَأَعُودْ
لِأَقْرَأَ عَلَى أَرْوَاحِكُمُ الْفَاتِحَةَ وَبَعْضَ السُّوَرْ
يَحْتَرِقُ قَلْبِي كُلَّمَــــــــــا مَرَرْتُمْ عَلَى بَالِي
أمَا كَانَ الْأَفْضَلُ لِي لَوْ أُسَافِرُ مَعَكُمْ
حَيْثُ لَا تَعَبٌ هُنَــــــاكَ وَلَا نَصَبْ
لِمَاذَا أنَـــا نَجَوْتْ!، أَأَنْجُو وَحْدِي!
بِدُونِ الْأَحِبَّةِ كَيْفَ أَعِيشْ!
وخَارِجَ الْوَطَنِ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ أَعِيشْ!
***
آهِ يَا سَـــــــــــــــــــــاعَاتِ العُمُرْ
صِرْتُ في الْحَيَاةِ وَحِيدَاً
أَعِيشُ في الْمَاضِي، في فَلَكِ الذِّكْرِيَاتْ
أُفَكِّرُ، أَتَذَكَّرُ، أُمْسِكُ أَلْبُومَ الصُّوَرْ
لَيْسَ بِيَدِي حِيْلَةٌ إِلَّا أَنْ أَفْتَحُهْ لِأَرَاكُمْ، لِأُعَانِقَكُمْ
ثُمَّ أَعُودُ وَأُغْلِقُهُ بِإِحْكَامْ
أَشُمُّ فِيهِ رَائِحَةَ الْأَحْبَابِ وَالْخِلَّانِ وَالتُّرَابْ
فَلَا أَمَــــلَ لِي في الْحَيَاةِ إِلَّا أَنْ أَكُــــــــــــــونَ بَيْنَكُمْ
***
وَلَكِنْ... وَمَهْمَا تَطَاوَلَ عَلَيْنَا الزَّمَانْ، فَأَبَدَاً لَنْ نَنْسَى
سَنَعُودُ يَوْمَاً إِلَى الْأَطْلَالْ
وَنُضَمُّدُ الْجِرَاحْ
وَنَبْنِي عُشَّاً وَوَطَنَاً، وَنَبْدَأُ مِنْ جَدِيدْ
سَــــــــــــيَجْتَمِعُ الْأَحْبَــــــابُ مِنْ كُلِّ الْبِلَادْ
يَضْرِبُونَ فِي أَرْضِهِمُ الْجُذُورْ
تَتَشَـــــــــعَّبُ وَتُغَطِّي كُلَّ مَكَانْ
بِعَزيمَةٍ وَبِدُونِ كَلَلٍ سَنَعُودْ
فَإِنَّا عَنْ وَطَنِنَا الْقَدِيمِ، أَبَدَاً لَا نَحِيدْ
***