أتبكرُ أم أنت المعنّى برائحِ=تعودُ لذكرى الحبَّ بين مسارحي
ويوم دخلتُ الخِدرَ خدرَ أُميمةٍ=فقالتْ لكَ الويلاتُ إنّكَ فاضحي
أتفضحني إنّي العفيفةُ في المَلا=قبضتُ على جمرِ النوى دونَ صالحِ
لفُرقةِ ناسٍ لا أحبّ فِراقهم=كأنَّك عنَّا بعد يومٍ بنازحِ
زعمَ البوارحُ أن فرقتنا غدًا=متى همّ جيلُ العاشقين لِبارحِ
فلا طيرةً نبغي بعقرِ عقولنا=فإنّ وشاحَ العقلِ خيرُ وشائحِ
اُميمةَ جودي بالوصال فإنني=أذوبُ بجمرِ الحبِّ بين جوانحي
فلا تقتلي صبًّا فإنّ دماءَهُ=كنهرِ كُليبٍ لا يجفُّ ببارحِ
فلما أجزنا عَرْصة الدارِ وانتهتْ=بنا رحلةُ العشّاقِ نحو مسارحِ
جذبتُ بفَودَي رأسِها فتمايلتْ=عليّ هضيمَ الكشحِ عبلَ الصفائحِ
كأني وذات الخالِ أطيارُ جَنّةٍ=نطيرُ الى الجوزاء دون تجانحِ
إلى أنْ تمادتْ في الغرامِ وليتها=لعشقِ الغوانيَ لم تكن بمطاوحِ
حذارِ الإهانات التي ظهرتْ لها=لحبٍّ عفيفٍ ليس حبّ مصالحِ
لئنْ فقَّدَ المرءُ إتزانَ أمورهِ=سيتبعْ شياطينَ الهوى في التناصحِ
كذا الشعراءُ البائسينَ ينالُهم=من ألحبّ بعضٌ من شذوذِ قرائحِ
متى زُرتَني تلفَ التغزّلَ ديدني=وذا عفّةٍ عندَ ابتلاءِ فضائحِ
سأكتبُ أمجادًا بسودِ صحائفٍ=أقارعُ أوغادًا ببيضِ صفائحٍ