الى واحاتِ عينيكِ انسكابا=جرى شعري وقد ناغى الربابا
وبين البحرِ والنهر المؤدي=لمرساكِ اشتهى قلبي العذابا
رويدكِ لا تسلّيني بضحكٍ=فإن البدرَ في الضحكات غابا
ولجتُ بليلكِ الطوّالِ عشقًا=أعاني كالذي يرجو الإيابا
فعازبُ همّ صدري قد تهادى=بعطركِ في الضفائرِ فاستطابا
وما طولُ التفرّقِ يا سليمى=ينسّيني ؛فبدرٌ قد أنابا
لهُ أحداقُ ذئبٍ مائلاتٌ=الى الأعلى يصبّحن الشرابا
كأنّ السحرَ في العينينِ خمرٌ=سرتْ بين الذوائبِ إضطرابا
مشعشعةٌ كأنّ الثلجَ فيها=بآبئ عين مَن فقدَ الصوابا
وفرعي شعرها سمقتْ وطالتْ=مُحصّنةً من الأيدي انتقابا
ضفائرُ مثل ليلي في سوادٍ=وفي طول تجاوزن الركابا
تجرّأت العيونُ الى قفاها=فكان الشَعرُ قد غطى الذِنابا
فما حصدتْ سوى الخيباتِ عيني=وبات القلب يقتحم السرابا
على صهواتِ شعري جمحُ نفسٍ=أبت سكنَ العلا إلَا السحابا
ولي نفسٌ كما البدويّ تأبى=المذلّةَ من أجانب أو قُرابى
ولكنْ في النوائبِ للقُرابى=سأفتحُ في قلوبِ الطيرِ بابا
وأنقذهم كما الغرقان سحبًا=من الأعداء قطعًا لن أهابا
فظلمُ ذوي قرابتنا كسيفٍ=يجذّ الوصلّ أحقابًا صعابا
خرجتُ الى الوغى ليلَا عبوسًا=أدافعُ عن وألتزمُ الصحابا
وما ليلُ الذئابِ يخيف قلبي=ولكنْ حبّ مَن حاكى الذئابا