الموضوع: فقه العروض
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2024, 10:17 AM
المشاركة 6
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه العروض
[تداخل البحور الشعرية]
تتداخل البحور فيما بينها في بعض صور أوزانها، ومن أشهر صور هذا التشابك، ما يجري بين الرجز والكامل إذا أضمرت تفعيلته، وبين الهزج ومجزوء الوافر المعصوبة تفعيلته.
وقال أهل العروض في التفريق بين الرجز وبين الكامل المضمر، أنه إذا وجدت تفعيلة (متفاعلن) ولو لمرة واحدة، فالنص كله من الكامل، وإن جاءت كل أجزائه على (مستفعلن) والتي تساوي التفعيلة المضمرة في الكامل (متْفاعلن = مستفعلن). والإضمار تسكين الثاني المتحرك.
وللتفريق بين الهزج ومجزوء الوافر، قالوا إذا ظهرت (مفاعلَتُن) ولو لمرة واحدة فالنص كله من الوافر.
السؤال: لماذا هذا القيد؟ وهل فيه إجحاف بالرجز والهزج؟
أرى أنهم نظروا للتفاعيل هنا من جهة الأصالة، بعد أن تساوت التفاعيل في الوزن واللفظ ، فـ(متْفاعلن) في الكامل تساوي (مسْتفعلن) في الرجز، سببان خفيفان ثم وتد مجموع.
وفي الهزج تفعيلته هي (مفاعيلن) وتساوي (مفاعلْتن) في الوافر التي تساوي مفاعيلن الهزجية، وهي وتد مجموع ثم سببان خفيفان.
فلما أن كانت (مستفعلن) من الممكن توليدها من (متفاعلن) بالإضمار، ولا عكسَ، وجاز توليد (مفاعيلن) من (مفاعلتن) بالعصب أي تسكين الخامس المتحرك، وبه تكون (مفاعلْتن = مفاعيلن).، ولا عكس.
فاعتبروا أن مفاعلتن بالنسبة لـ (مستفعلن) كالوالد لولده، وكذلك الحال مع (مفاعلَتن) و(مفاعيلن).
فالوالد مقدَّم في الشرع وفي العُرف وفي العروض على ولده. وكما أن الوالد ينجب الولدَ، ولا عكس، فكذلك لا تستطيع (مستفعلن) الابن إنجاب (متفاعلن) الأب، مهما حاول العروضي من طرق، وكذلك لن تنجب (مفاعيلن) أيَّة (مفاعلتن)، مهما اجتهد المجتهدون معها.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا