الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2023, 01:10 PM
المشاركة 204
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مُهاجر
.
.
رُزنامَةَ حُزن
(حينَ يُمهّدُهم الطريق.. لحكايةٌ آخرى.. تُشبهُ حكايتنا)
.
.
المَطَرُ الحَزين..
وجسرُ النازحينَ إلى الذاكرة يستعيدُ بريقَ حنينٍ يتلألئ في أعينهم المتيقظة
يَتَحرّى المنعطفُ الآخير تقاسيمَ وجوههم بإحترامٍ باذخ..
الجفافُ الذي نبتَ في أحشائهم
كــ ندبةٍ سوداءَ صَغيرَة
الأهَازيج التي نَمَت في جدار الطِين تنزفُ مَلامحَهم المَألوفَة..
تَبسُطُ تفاصيلَ الريف الفَاتِنَة
وتمارسُ الغِوايَة في مبانيها القَديمَة . .


البابُ الحَزين.. دخانٌ في الجوفِ قبضتهُ..
والأيدي التي تضمُّنا لَمْ يؤرَخها التاريخ فإنتَسَبَت إلى الشقوق المَفتوحَة في الزمانِ الرخوِ
دخااانٌ.. يتصاعدُ أَعلى الجسدِ.. يتخمّر
.. دخانٌ يفورُ من عنقِ فوّهةٍ.. وينهمرُ.. فراشاتٌ حزينة
.. كم ربيعاً أَسقَطَت من جَناحيهَا ..
.. كم خريفاً تسَلّقَ حِكايَتَهَاا المُهمَلة ..
ثمةَ عطشٌ يُحدّقُ في الآثار المتبقية
ثمةَ عجوزٌ يُطأطئُ رأسه.. ينتظرُ الموتَ بأعضاءٍ مُعطّلة . .


الظلُّ الحَزين.. زَنبَقَةٌ شفّافة تُرعشُ خَاصِرته..
ومِنْ أجلِ أن يلتهمَ مَسيرَة الريحُ المُراوِغ..
أزاحَ الصَحَوَ بمئذنةٍ تطبقُ كِلتَا يَدَاهَا على بُحّة النَاي القديم
تعدو الناياتُ إلى الشفقِ الأعلى..
ترتطمُ الناياتُ بصلاةِ أعلى.. تتساقطُ..
بين ممرّان
طَويلان
يسيرانِ الى جهةٍ غافية
يلتَقيان مع رجفةِ البيوت الصَامِتَة
يَتصَافَحَان..
ويَتقَاسَمان المعنى . .


أنا الحزينة / أنتَ الحزين.. جَديلَةُ صوتٌ فينيقيّ تُغلّفُ صمتنا الآخير
لازلتُ هُنا.. أنا.. أبحثُ في الترابِ المبلول عن خطوتين..
تختزلان شمسُ الظهيرة في بحارِ أعيُننا
وسُنبُلَةٌ تنفثُ منها رائحةَ الصفاء الاثيري..
صوتاً.. يشبهُ صوتكَ
وإصغاءاً.. يشبهُ إصغائي
فَ هل منا سيعرفُ الآخرَ على شطِّ لُغةٍ تجّسُ أسماءَنَا الأولى
ها هي أوائلُ المطر
وها هي أوائل العَتَبات
وها هي أوائلُ الظلِّ .. وَصَلَتْ.. لَعَقَتْ أقدامنا.. وارتدّت إلى سفر القصائد المُجَدوَلَة هُنا
هُنا..
دونَ احتراق
.
.
وأنّى لنا أنْ ننطفئ..!
.
.