الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2023, 01:08 PM
المشاركة 202
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مُهاجر
مواعيدٌ من عَدَم
(حينَ ننطفئ.. ك هذا القدر.. ك هذا الحرف.. ك أنتِ
حين نختزلُ هذا الفراغ.. في قدرٍ.. في حرفٍ.. وفي مَشاهدِ الأمسِ..).
.
.

أَنظُرُ ظلّي..
مِنَ التيهِ الذي أنجَبَتهُ جِباه الفقد
أتوّسَلُ بعضَ لِهَاثٍ منَ الجَسَدِ المَغلُول الأيدِي!
أتّكئ على بعضِ أسئلَةٍ لم تُلقَ
فوقَ مُنحَدرِ صمتٍ يستَأنِفُ حرباً مُدوِيةٌ على الشِفَاه..


وأَنَا التي لا أقوَى عَلى حملِ لُغَتي
أسيرُ في محاذاةِ صوتٍ شاردٍ..
فتَبِعْتني الظِلالُ.. والتَواريخَ
والعَنَاوين
عَلى لوحاتٍ ضَيّعتُ الرُؤى كُلّها..
عُثتُ في الشوارِعِ وَجَعًا
وفي الوُجُوهِ أَستَريح
ذَاكِرَةٌ..
تُورِقُ أُناسٌ يشبهونَ هذا الجمع الغفير


لِما الطَريق وَحِيد..!
لِما الجَفَاف لا يَخشَى شَرَاسَةُ الضَوءِ والأزمِنَة
أَرَى أَرخَبيل الموتِ يَعتَصِمُ كَافّة الجِهَات،
أرَاهُ كُلّما حاولَ صُعودَهُ الأول..
وبَعُدَ..
يَرتطِمُ مع هذهِ النُبوءه القَادِمَة..
من سمَاءٍ تسرحُ فيها قسَمَاتُ النِهايَة
أراهُ يُطوّحُ الخَطوَ على طولِ رصيفٍ يَنُوح
يُكسّر حِدّة هذا النَهار..
بآيةٌ من دمعَة
بسورةٍ من فُراق


أُبعثِرُ النَظَر..
كُنتُ أصطّادَكِ فيمَا يُشبِهُ الهَمسَ وسْطَ ساعةُ العُتمَة
كُنتُ أزرَعُكِ بشيءٍ من حَذَر..
لم تَكُن مدائني صَمّاء لأكشِفَ لهَا عن ساقٍ
وأَدَعُوها إلى سفَرٍ بعيد
فأنَا التي دُستُ مَلامِحَها على إِنصَات
وحَشرتُ البُوحَ مِلئ نُقطَةٍ ظَلمَاء
أنَا التي بَاغتُ اللحظَةَ بلا تَأني
بإيقاعٍ..
يَعبُرُ الفَراغَ الذي آلفَكِ
والذي أطرُقُهُ بكلّ مرّةٍ
مُصَافِحاً لمثوَاكِ الآخير
قُربانٌ هي حَكايا الوهَم بين دفتيّكِ..
تُفلِتُ قَيدي المُلبّد...
تَكتُبُني،
تُرَتّبني،
تَآخُذني للأرضِ أُغنيَةٌ.. هَوجَاء


طابَت أحزانكِ أيتُّها الأشيَاءُ التي تُشرِقُ بينَ أصَابِعنا المُتداخِلة..
إذ يَفيضُ بحرُ الهُدوء الذي يتلوكِ حُجّة..
طابَت أحزانكِ أيتُّها الأشيَاءُ المسافِرَة تحتَ وطأَة قدماكِ المُجنّحة
أيّها الحلمُ الرابِض على مقرِبة
أيّها السيَاجُ المُجَاوِر
ويا أيتها الشرفات المثقلة بالأشواق والحنين..
إذ تُزاحِمُ زوبعةَ حضوركِ عندَ تَلابيبِ الأمس
وإذ تآتي بكِ..!
حَامِله معها موَاعِيدٌ من عَدَم،
بكِ تمسكُ قبضة واحِدَة من خَيَال..
تُحيلُ كلّ الأمكِنَة مَرَايَا من زُجاجٍ....
تَعكِسُنا..!
طابَت أحزانكِ أيتُّها الأشيَاءُ العَصيّة على الإنفِصَالِ عَن الكونِ برمّته..
عن شهقاتٌ إذ تَزهُو بكِ... في طريقٍ نكهتهُ مرار..
عن إنتِظَارات حبلى... ومِأدَبةُ أحزان
عن رحيلٍ أزليّ هَادِر يجترُّ حمم من الآااااه..
تلكَ المسَافة لاتزالُ تُجرّعُني لونَ الانحسارِ في ركنِ ذاكرتي
مُفاقِمَة شقوقَ الفَقَد،
مُكَسّرة كلّ الحَواسَ في هَوَامشِ دَفتَري..جُمَلاً..
وصُوَراً..
تُحِيكُ لكِ وشاحَ توقٍ،
وتُولِفُ حكايةً،
تشُقّ جِسرٌ يُؤرجِحُهُ عَصفُ الصِياح
أَوَمَا علمتِ
أنّ النّهَاياتَ عاهَدتكِ ..
وكلّ مُتجهٍ لولاكِ هشّ
أَوَمَا علمتِ عن أحاديثي المؤجلة.. هناكَ..
عندَ أقصَى نُقطَةٍ.. تلوّحُ
يبكيكِ صمتي..
رمادُ أسئلتي..
أحلامي المُوحلة ب آتٍ لم يَحين
يبكيكِ وطني..
غصّاتِ غَدي..
همسٌ تسلل بين كلام مؤود
حين تلوّن المعنى
بإقترابٍ آفلٍ
يبكيكِ المَدى المعوّج


(1)
أَطرقُكِـ.. كيف لبابكـِ ألا يصدأ!
كيف لــ يدي المتعثرة من القرع ألا تهدأ!


(2)
أعبركِـ.. مكاني لم أبرحه!
ف الجفن لا يعي.. أن الألوان لا تقف على خط مستقيم!!


(3)
أترقبُك.. عبر نوافذ ورقية
تُربكِ مساحاتي
ف ألملمني بعد صمت طويل

.
.