الأباتشي
كانوا يعيشون باطمئنانٍ ورخاءٍ
لم يعرفوا من الذي نَسَبَهُم إلى الهند .. وجعَلَهم هنوداً حمر..
يزهون ببطولات فرسانهم وبتاريخٍ من معانقة شواطئ الأطلسي على مدى قرون ..
قطعانُ ثورِ المسكِ والسهوبُ الواسعةُ، كلاهما، هبةُ الله إليهم .. مِلكٌ لهم بغير وثائق تمليك ..
يوماً ما .. غزاهم الرجلُ الأبيضُ ..
فرحِّلهم، بكلِّ ما في طِباعِه من وحشيَّةٍ، بعيداً نحو الغرب .. حيثُ الذئاب والضواري وشظفُ العيش ..
اقتادوهم بالآلاف إلى صحراء أريزونا..
كلما شعروا هِنَةً أو امتعاضاً أو تأففاً أو نيَّةً بالتمرد لدى أحدهِم .. يُرْدُونه بطلقة..
فصارت دربهم مغمَّسةً بالدماء والدموع ..
واليوم ..
وبكلِّ صفاقة وانعدامِ حياء .. يُسَمُّون إحدى طائراتِهم الهيلوكبتر ..
(أبــــــاتــــــشــــــي).