الموضوع: الأدب العبري
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 09:57 PM
المشاركة 12
عبير جلال الدين
كاتبـة مصـرية
  • غير موجود
افتراضي رد: الأدب العبري
7- رواية ظهور إلياهو (1999) للكاتب س. يزهار (1916)
تعتبر هذه الرواية مجموعة من ذكريات الكاتب _وهو من كبار الكتاب فى إسرائيل- عن الأسبوع الأخير من الحرب فى الجبهة المصرية فى منطقة الدفرسوار،
التى عرفت فى وقت لاحق باسم الثغرة.
حاول الكاتب إكساب الذكريات طابعا قصصيا بإدراج قصة البحث عن صهره إلياهو كجزء منها. حيث تبدأ الراوية بالتساؤل عن مكان إلياهو، وتنتهى باللقاء بين الطرفين.
بينما لا تصل الأحداث فى المنتصف إلى أى تصعيد درامي.
وتقتصر المنطقة الوسطى من الرواية على عرض مشاعر الشخصيات والشخوص إزاء الحرب وإزاء التجارب التى تمر بهم فيها.
ويشير الكاتب إلى ما يتجاهله الكثيرون، وهو الكذبة الكبيرة التى حاول القيادة السياسية الإسرائيلية أن تجعل الشعب يعيش فيها :
لماذا لا يحكون حقيقة ما حدث، حقيقة ما سيترك أثرا على المرء طوال حياته ، لن يستطيع أن يتجاهله حتى بعد مرور سنين بعد أن يصبح كل ما حدث تاريخا بعيدا .
ماذا يعنى اشتعال النار فى الدبابة واحتراقها، بينما جندى يقفز منها والآخر يحترق.
وكيف يحترق؟؟؟
لا أحد يمكنه أن يقول الكلمات الكبيرة.
ويحاول المرء أن يتخلص منها ومن العبء النفسى الذى تمثله، أو يحاول أن يحولها إلى تلك المجموعة من المقولات الجاهزة التى يعلم الجميع مصدرها بدون خوض فى التفاصيل، وبدون تعقيدات ولا يحكى سوى كلمات معروفة. ( ص 164 )
لقد سقط الجميع فى إسرائيل فى المصيدة التى أعدتها القيادة السياسية، مصيدة المقولات الجاهزة والتعميم والقوا باللائمة عما حدث فى الحرب على التقصير.
ولم يحاولوا مجرد محاولة أن يطلقوا على ما حدث الاسم الصحيح الذى يجب إطلاقه عليه وهو الهزيمة. ولم يحاولوا محاسبة أحد عن التقصير المزعوم .
غير أن الملاحظ أن الكاتب هنا يكتفى هو الآخر أيضا بنفس المقولات الجاهزة التى لا يجوز الخروج عنها وإن كان يشير إلى ضرورة السماح بالخروج عنها. والرواية بمثابة صرخة معارضة للحرب أيا كان الطرف المنتصر فيها.
إذ أن الكاتب يعتقد أن هناك قدسية لحياة البشر، لا يجب التفريط فيها بسبب الحرب.
ويرى أن الحرب هى نتاج قرار لشخص غير عاقل يعتقد أن قطعة أرض أو الاحتفاظ بمزيد من الأرض أفضل من حياة البشر.
والجدير بالذكر أن الكاتب قد عرض فى روايته لمشهد قميء ومقزز، لبعض الجنود الإسرائيليين، الذين يركلون القتلى المصريين فى وجوههم، ويضربونهم بكعوب بنادقهم فى ذقونهم لكى يخلعوا أسنانهم الذهبية ويأخذونها.
وقد صرح الكاتب بأن هذا المشهد حقيقيا وأنه شاهده أثناء الحرب وتعرض نتيجة لهذا التصريح لهجوم عنيف من النقاد الإسرائيليين من كافة التيارات، حتى تراجع عن تصريحه تحت وطأة الضغط، وهو ما يوضح لنا بشكل عابر محدودية مساحة الحرية التى يكفلها المجتمع الإسرائيلى لمفكريه.

8 - رواية علامة التنشين (1999) للكاتب حاييم سباتو (1950)

هذه أيضا رواية ذكريات تتناول الأيام الثلاثة الأولى للحرب على الجبهة السورية.
ويصف فيها الكاتب/ الراوى كيف دمر السوريون الدبابات الإسرائيلية كالحشرات فى الهجوم الأول (ص 120)
تحكى الرواية قصة البحث عن دوف صديق الراوى الذى لقى حتفه فى الحرب.
وتنقسم إلى جزئين رئيسيين.
الجزء الأول قصة الخروج للحرب.
والجزء الثانى قصة الأيام الثلاثة الأولي، والتى يحكيها جنود الفصيلة للمحققين
. وتعتبر القصة الأخيرة هى الهدف الرئيسى للرواية وتضفى عليها طابعا توثيقيا .
وتوضح هذه القصة مدى تخاذل الجنود الإسرائيليين، والبطولات التى أبداها الجنود السوريين فى الأيام الأولى للحرب، قبل التدخل الأمريكى لمساعدة إسرائيل.
وتتخلل القصتان المكونتان للرواية وقفات مقصودة من جانب الكاتب يدرج من خلالها صلوات ومقتطفات من كتب التراث الديني، يستخدمها الكاتب كرموز لنقل رسالة إلى الملتقي، وتفيد بأن ما جرى من أحداث فى الحرب، مثل موت دوف ومجموعة كبيرة من الجنود، وسقوط الجولان بالكامل فى أيدى السوريين، إلى أن وصلوا إلى بحيرة طبرية، فى الأيام الأولى للحرب، هو بمثابة قضاء وقدر.
ويعتبر هذا بمثابة محاولة لإضفاء طابع دينى على الهزيمة بالزعم بأنها جاءت كعقاب لمن ابتعدوا عن الدين .

مركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية - مؤسسة الأهرام

،،