الموضوع: الأدب العبري
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 09:54 PM
المشاركة 11
عبير جلال الدين
كاتبـة مصـرية
  • غير موجود
افتراضي رد: الأدب العبري
5 - رواية رحلة فى آب (1980) للكاتب أهارون ميجيد (1920)

تعالج الرواية حكاية دانيئيل لفين الذى سافر إلى الولايات المتحدة بعد مقتل ابنه الأكبر نوني فى حرب أكتوبر.
يضطر لفين إلى العودة إلى إسرائيل، التى يعتبرها مصدر كل سوء، لكى يبحث عن ابنه الأصغر جيدي، والذى هرب من الخدمة العسكرية.
وفى أثناء البحث عن الابن المفقود يجد الأب نفسه يسير فى نفس مسار الرحلة التى قطعها من قبل إلى ميدان القتال، الذى لقى فيه ابنه الأكبر مصرعه.
فى الرحلة الأولى كان الأب بصحبة مجموعة من الآباء الذين فقدوا أبناءهم، والذين حملتهم الحافلة إلى موقع وحدتهم فى سيناء.
وفى الرحلة الأخيرة يلتقى الأب فى الطريق بضابط شاب، يشعر فى قرارة نفسه أنه البديل لابنه الميت.
ويؤدى التطابق بين مسار الرحلتين أيضا إلى لفت الأنظار إلى الفارق بين الشقيقين، الابن الأكبر الذى حارب ولقى مصرعه لمجرد أن يثبت لأبويه أنه قادر على أن يكون مقاتلا، وكأن الأبوان هما اللذان ضحيا به، والابن الأصغر الذى هرب من الجيش ليعيش، والذى يحاول تعويض نفسه عن الهروب من الجيش بالقدوم إلى أحد شواطئ سيناء،
ليقنع نفسه بأنه يعارض الانسحاب الإسرائيلى من سيناء.
وقد حاول الكاتب بإطلاق اسم رحلة فى آب على روايته، أن يلفت نظر القراء الإسرائيليين إلى رحلة أخرى بدأت فى شهر آب (أغسطس) عام 1978 وهى رحلة الانسحاب الإسرائيلى من سيناء، التى كانت بمثابة بداية عودة إسرائيل إلى حجمها الطبيعي. وعلى هذا فإن الرواية تعتبر محاولة لتجسيد الواقع الإسرائيلى حسبما يظهر فى الحقيقة بعد حرب أكتوبر 1973.

6 - رواية الصحوة الكبري (1982) للكاتب بينى برباش

تتناول الرواية شهادة العقيد إيلى هانجبي أمام لجنة التحقيق العسكرية التى تحقق فى خطأ ارتكبه فى أوج المعارك فى الحادى عشر من أكتوبر 1973.
ورغم أن الكاتب/ الراوى لا يذكر أى شئ عن طبيعة هذا الخطأ،
إلا أن تصعيد الحدث فى الرواية يوضح أن له تأثير مدمر على مستقبل العقيد إيلي،
الذى يدفعه هذا التحقيق إلى التفكير فى حروب الجنرالات، التى ترفع عن المشاركة فيها. ويعتقد العقيد إيلي أن نجاته من العقاب الذى ينتظر أن يوقع عليه،
والذى يتمثل فى تجميده فى منصب إدارى فى أحد مراكز التدريب،
رهن بإفاقة أساف ضابط عمليات كتيبته، الذى فقد وعيه نتيجة لإصابته فى الحرب.
ولا يحكى لنا الراوى شيئا عن كيفية حدوث هذه الإصابة.
غير أن أحداث الرواية تنتهى بدون أن يفيق.
يرمز أساف ضابط العمليات فاقد الوعى فى الرواية إلى الجيل الجديد فى إسرائيل الذى فقد وعيه الجمعى وترك الجيل السابق يقوده فى اتجاه الهاوية،
وهى ظاهرة حقيقية لا تزال موجودة فى إسرائيل حتى الآن.
فالمسيطرون على مقاليد الأمور فى الدولة هم مجموعة من كبار السن الذين شاركوا فى حرب1948، وأسسوا دولة إسرائيل.
وفى المونولوج الختامى للرواية، الذى يدور فى عقل والدة أساف، التى تجلس بجواره وهو فاقد الوعي،
تقول الأم: إن الحرب كانت فظيعة ولكنهم يقولون أن الحرب القادمة سوف تكون أفظع.
وهو ما يعتبر صرخة إنذار مبكر من الحرب القادمة .
.