عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2022, 03:18 PM
المشاركة 8436
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

4442

.... أَوْلَمُ مِنَ الأَشعث ....

هو الأَشعث بن قيس بن مَعْدِ يَكَرِبَ الكِنْدِي.
وكان من حديثه أنه ارتَدَّ في جملة أهل الردة، فأتى به أبو
بكر رضي اللَّه عنه أسيرًا، فأطلقه وزَوّجه أخته فَرْوَة بنت
أبي قُحافة رغبةً منه في شَرَفه، فخرج من عند أبي بكر ودخل
السوق فاخْتَرَطَ سَيْفَه ثم لم تَلْقَه ذاتُ أربع إلَّا عَرْقَبَها من
بعير وفرس وبقر، ومضى فدخل دارًا من دور الأَنصار، فصار
الناسُ حَشْدًا إلى أبي بكر رضي الله عنه، فَقَالَوا هذا الأَشعث
قد ارتَدَّ ثانية، فبعث أبو بكر رضي الله عنه إليه، فأشرف
من السطح وقَالَ‏:‏ يا أهل المدينة إنِّي غريبٌ ببلدكم، وقد
أَوْلَمت بما عَرْقَبْتُ فليأكل كل إنسان ما وجَد وليَغْدُ عليّ من
كان له قبلي حق، فلم تَبْقَ دار من دور المدينة إلَّا دَخَلها من
ذلك اللحم، ولَا رؤيَ يوم أشبه يوم الأَضحَى من ذلك اليوم،
فضرب أهلُ المدينة به المثل فَقَالَوا‏:‏ أوْلَمُ من الأَشعث، وقَالَ
فيه الشاعر:

لَقَدْ أوْلَمَ الكِنْدِيُّ يَوْمَ مِلَاكِهِ
وَليمَةَ حَمَّالٍ لِثِقْلِ العِظَائِمِ

لَقَدْ سَلَّ سَيْفًا مِنْهُ قَدْ كَانَ مُغْمَدًا
لَدَى الحَرْبِ مِنْهُ فِي الطُّلاَ والجَمَاجِمِ

فأغْمَدَهُ فِي كُلِّ بَكْرٍ وَسَابِحٍ
وَعَيْرٍ وَثوْرٍ فِي الحَشَا وَالقَوَائِمِ

فَقُلْ لِلْفَتَى الكِنْدِيِّ يَوْمَ لِقَائِهِ
ذَهَبْتَ بأسْنَى ذِكْرِ أوْلاَدِ دَارِمِ


وقَالَ الأصبغ بن حَرْمَلَةَ الليثي متسخطا لهذه المُصَاهرة:

أتَيْتَ بِكِنْدِيٍّ قَدْ ارْتَدَّ وانْتَهَى
إلى غَايَةٍ مِنْ نَكْثِ مِيثَاقِهِ كُفْرَا

فَكَانَ ثواب النَّكْثِ إحياءَ نَفْسِهِ
وَكَانَ ثَوَابُ الكُفْرِ تَزْوِيجَهُ البِكْرَا

وَلَوْ أنَّه يَأبى عَلَيْكَ نِكَاحَهَا
وَتَزْوِيجَها مِنْهُ لأمهَرْتهُ مَهْرَا

وَلَوْ أنهُ رَامَ الزِّيادَةَ مِثْلَهَا
لأَنكَحْتَهُ عَشْرًا وأتْبَعْتَهُ عَشْرَا

فَقُلْ لأبِي بَكْرٍ‏:‏ لَقَدْ شِنْتَ بَعْدَهَا
قُرَيَشًا وأخْمَلْتَ النَّبَاهَةَ والذِّكْرَا

أما كانَ فِي تَيْمِ بن مُرَّةَ وَاحدٌ
تُزَوِّجْهُ لَوْلَا أرْدَتَ بِهِ الفَخْرا

وَلَوْ كُنْت لمَّا أنْ أتَاكَ قَتَلْتَهُ
لأَحْرَزْتَهَا ذِكْرًا وَقَدَّمْتَهَا ذُخْرَا

فَأَضْحَى يَرَى مَا قَدْ فَعَلْتَ فَرِيضةً
عَلَيْكَ؛ فَلَا حَمْدًا حَوْيْتَ ولَا أجْرَا