الموضوع
:
يوميات ياسَمِين
عرض مشاركة واحدة
09-06-2022, 11:51 PM
المشاركة
778
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 9
تاريخ الإنضمام :
Oct 2006
رقم العضوية :
2028
المشاركات:
35,006
رد: يوميات ياسَمِين
الثلاثاء 6 سبتمبر2022
- يفترض أن تكون الهنوف مرافقتي في السفر ، قررت أن أكون وحدي، فكرة تأخذني وأخرى تعود بي ، كيف أقنعها بعدم المجيء ؟!
- أحد أبنائها يدرس في إحدى الولايات الأمريكية ، سأقنعها بزيارتنا له أولا ومن ثَمّ لكل حادث حديث ، ستتدبر بإذن الله وستترتب الأمور وتسير كما أريد🙏
- تواصلت مع عاملتي ( رانجني )التي ستغادر اليوم وأخبرتها بأنني سأرافقها إلى المطار وحدي ولن نحتاج إلى سائق ، وسط ذهولها وانبهارها وفرحتها أخبرت جميع العمالة كأنها تريد أن توصل لهم رسالة بأنني أميزها عن الجميع ، جرت العادة أن أُودع أي واحد من العمالة في المنزل ومن ثَمّ أوصي السواق أن يظل معه إلى أن يغادر ويختم ختم الخروجية ، لكن مزاجي اليوم الذهاب معها والوالد معترض كيف أذهب لوحدي معها وبعد ذلك سأعود وحدي ، أقنعته بأنني لن أحتاج إلى مانجو ولا غيره من السواقين ..
- هذه العاملة في يوم ما وبالتحديد شهر يناير ، أخبرتني بأن لا أحد من العمالة يرغب بمشاركتها في الجمعية وأنها بحاجة لمبلغ 1000 دينار في شهر سبتمبر وقت سفرتها ( الشهر الحالي) قلت لها وقت السفر سأمنحك المبلغ ولا داعي للجمعية ! رفضت وبشدة وليست مجاملة لي ، والتزمت بموقفها وتركتني وهي تقول ( نصيبي ألا يشاركني أحد في الجمعية ) أحببت جدا عزة النفس التي تمتلكها ، هي ترغب بالنقود مقابل عمل وليس هبة أو هدية !
- في اليوم التالي طلبتها وأخبرتها هناك من سيشاركها في الجمعية ، وما عليها سوى أن تعطيني شهريا 100 دينار من راتبها وما يتبقى لها تتصرف فيه، فرِحت بهذا الخبر واستمرت بدفع المبلغ شهريا ، كنت أستلم منها وأضعه داخل صندوق أسود بقفل إلى أن اكتمل المبلغ 900 دينار ، وسلمتها مع راتبها قبل خمسة أيام ، زادته 100 دينار وصار لديها ال1000 دينار 🙌
- قبل أن تصعد السيارة للتوجه إلى المطار
لاحظت معها حقيبتان إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة تستوعب من 7- 8 كيلو وممكن إدخالها داخل الطائرة ، سألتها :
- كم كيلو في الحقيبة الكبيرة قالت 26 تقريبا !
- والحقيبة الصغيرة ؟!
- 10 كيلو !
- ستصادفنا مشكلة يا رانجني
- لماذا ؟! لي الحق بحقيبتين كل حقيبة 23 كيلو ، أنا معي 36 كيلو بدلا من 46
- ابتسمت وقلت لها ، وإن ذهبنا إلى المطار وطلبوا منك التخفيف من الحقيبة الكبيرة حتى تصل إلى 23 كيلو ، كيف ستتصرفين ؟! وكيف سيكون مظهرك وأنت بهذه الأناقة وتجلسين على الأرض للتقليل من أغراضك ؟! لن يمرروا حقيبتك إن زادت نص كيلو ، هذا قانون عالمي يحفظون حق العمال الذين يحملون الحقائب في المطار ماي سستر 😇
- حزنت فليس لديها الوقت الكافي للتعديل ، قلت لها امنحيني عشر دقائق فقط أحل مشكلتك .
- طلبت من لورانسيا أن تأتي بحقيبة كبيرة من حقائبي ، أدخلنا الحقيبة الصغيرة كما هي بداخلها ، طلبت من رانجني فتح الحقيبة الكبيرة ووضع الأشياء الثقيلة نوعا ما في الحقيبة الأخرى على الأطراف ، أوزنت الحقيبتين ، القديمة أصبحت 20 كيلو والجديدة 16 كيلو ، حليت المشكلة وتوجهنا إلى المطار ، وشاهدت بأم عينها العمالة منبسطة وتخفف حاجياتها على الأرض وتضعها في الهاندباك ، وشكرتني كثيرا بأنني أبعدتها عن هذه المشكلة ..
- كنت الوحيدة مع عاملتها في الممر الطويل الذي كان يسير بسرعة بسبب فتح عدد ستة شبابيك لسيريلانكا ، كنت أشعر بتباهيها أمام بني جنسها بأن المدام ترافقها وتخبرهم بلغتها ، حتى أن المسؤولة عن المغادرين لاحظتني واقتربت مني وطلبت الخروج مع عاملتي ، هناك أوامر الكويتيون لهم معاملة خاصة إذا تواجدوا في المطار مع عمالتهم ، شكرتها وأخبرتها بأنني متمسكة بالدور وليس أمامي إلا أربعة أشخاص ، أنهيت إجراءاتها وأخبرتها برقم البوابة ، لم أشأ تركها فلديها ثلاث ساعات على موعد الإقلاع ، طلبت منها أن نجلس في مطعم نتناول العشاء معا ، فرحت ومرّت صديقتها التي تعرفت عليها في الممر الطويل وكانت تقف خلفنا ، طلبت منها أن تدعوها لتناول العشاء معنا ، قبلت دعوتنا وطلبت المنيو ، وكل منا اختار طلبه أنا مني بورجر وعاملتي طلبت ستيك لحم وصديقتها طلبت وجبة الروبيان ..
أثناء انتظارنا فتحت جوالي الصامت لأري مكالمات فائتة تصل إلى 19 مكالمة ، 7 من أم عبدالله و6 من والدي، 4 من ياسمينة و3 من بنيامين ارتعبت جدا من تلك المكالمات ، فقط عبدالله الوحيد الذي لم يتصل ، إذن الموضوع يتعلق به لابد أن أصابه مكروه ، وجدت نفسي بين المطرقة والسنديان ، هذه المسكينة على سفر وفرحة بمشاركتي لها وجبة العشاء ، سأستعجل المنيو دون أن تشعر رانجني ، ابتعدت عنهما قليلا ، أجريت اتصالا مع أبي أولا ، سألته عن سبب اتصالاتهم جميعا ، أخبرني بأن مانجو عينه اليمنى تنزف دما ، لا يدري ماذا يفعل ؟!
- أين هو الآن ؟
- في الصالة وكلنا معه وعبدالله يساعده بتغيير الشاش بمعدل كل دقيقة !
- أووووف ، انتظر مني مكالمة ، سأتواصل مع طبيب العيون وأرد عليك ..
( اتصلت بصديقتي وطلبت رقم زوجها طبيب عيون مشهور لأمر مهم ، مررت الرقم واتصلت به وأخبرته بمشكلة سائقي الخاص ، طلب حضوره فورا للكشف على عينيه )
- تواصلت مع أبي وطلبت أن ينقله جهيل وكيان إلى مجمع مزايا هناك ينتظره الطبيب ، وسأسبقهم إلى هناك ..
- عدت إلى العاملة رانجني وجدت الطعام قد وصل وكانتا بانتظاري جاملتهما بالمشاركة ، شعرت عاملتي بأن هناك أمرا أخفيه عليها ، هي تحب رانجو لأنه شخص محترم ، إن أخبرتها ستقلق عليه ، قلت لها : تناولي عشاءكِ مع صديقتك ، وخذي المني بورغر ربما تشعري بالجوع داخل الطائرة ، يبدو أنني وقفت مكان الإسعاف وهناك نداء برقم سيارتي ، لابد من المغادرة الآن ، تركتهما بعد أن عانقتها وأخبرتها برقم البوابة ( 4 ) ، ولم أنس َ دفع قيمة العشاء عند الكاشير ، وفورا توجهت إلى مجمع المزايا حيث الطبيب الذي ينتظرنا ، قُدت سيارتي بسرعة جنونية ، لم أر أمامي لا إشارة حمراء ولا خضراء ، وصلت تقريبا مع وصول مانجو بصحبة جهيل وكيان ، عينه اليمنى تنزف والدماء لا تتوقف ، خفت عليه وأدخلته على الطبيب وانتظرته في الخارج ، لاحظت إحدى السيدات دخول الهندي وسألتني :
- لمَ تجاوزتِ الدور ونحن منذ ساعات ننتظر ، حتى المرض فيه واسطة؟
- ألم تلاحظي الدماء على ملابس الهندي ؟ هناك أولويات ، الحالات الطارئة تدخل قبل الحالات العادية والتي بإمكانها الانتظار !
- لكنه هندي !
- هو بشر مثلي مثلك ويشعر بالألم .
- لمَ لم تذهبِ به إلى مستشفى حكومي ، ألا تعلمين أن هذا الطبيب أسعاره مرتفعة جدا ؟!
- وهل سألتك عن كيفية الأسعار أم اشتكيت لك؟ دعي الخلق للخالق رجاءً ..
( شعرت بصداع ربما ارتفع الضغط معي بسببها مع أنني لا أعاني من الضغط )
- وبعد 30 دقيقة وبعد أن أنهى الطبيب الفحص على مانجو أخبرني بأن ضغط العين مرتفع جدا وأدى إلى الانفجار وسبّب النزيف ، سحب الدم من عينه اليمنى وغطاها بعد أن غرز إبرة فيها وأيضا أخبرني بوجود ماء أبيض في العين اليسرى لابد من سحبه يوم غد الأربعاء ، وعليه أن يزوره يوميا لمدة ثلاثة أيام كي يكمل عدد الأبر ولأنني أخبرته بأنه سائقي ، حذره نهائيا من قيادة السيارة ، فهذا خطر عليه
- طلبت التحدث معه على انفراد ، أدخلني غرفة داخلية بعيدة عن غرفة الملاحظة التي يرقد فيها مانجو سألته:
- اشرح لي بالتفصيل الممل عن وضعه ، بالنسبة للسياقة ليست لدي مشكلة سأمنعه نهائيا من قيادة السيارة فصحته أولى بالنسبة لنا ، هل بإمكانه السفر بعد أن أنهي علاجه، هل ركوب الطائرة والضغط الجوي يؤثران على عينه ؟!
- أنصح ألا يصعد الطائرة قبل ستة أشهر على الأقل ، مع العلاج سيتحسن كثيرا ، وهذا لا يعني أن يقود السيارة ..
- شكرا جزيلا ، سأتابع زياراته لك يوميا إلى أن تطمئنني عليه .
- سجل لي فاتورة بقيمة 400 دينار ! سألته : هل الفاتورة تشمل مراجعاته القادمة مع عدد ثلاث أبر متبقية؟!
- لا، هذا علاج اليوم مع الدخولية فقط
- لا بأس ، شكرا لك ..
- طلبت منه أن يصعد سيارتي بمساعدة جهيل ، ويعود كيان مع جهيل إلى المنزل بعد صرف العلاج من الصيدلية .
- أثناء الطريق تحمدت له بالسلامة وقلت له :
- أنت تعمل مع أسرتي قبل ولادتي ، أربعون عاما وأنت معنا ، أنا على سفر كنت سآخذك معي لأكمل علاجك في أمريكا ، لكن صعود الطائرة في الوقت الحالي خطر عليك .
- الحل الوحيد أن تستمر معنا تتعالج جيدا وسأترك توصية لك عند والدي وعند أم عبدالله ، و لن تعمل سائقا من اليوم ، سترتاح وتأخذ راتبك كاملا، وبعد 6 أشهر تقرر إما أن تسافر وتعيش مع أسرتك وراتبك يصل لك بالتمام والكمال أم تكمل معنا فقط كمرافق للأولاد وجهيل يقود ،فكّر جيدا وقرر ثم أخبرني بقرارك ، لديك متسع من الوقت ، وأي قرار تتخذه سأوافق عليه.
- كان اليوم مرهقا جدا بالنسبة لي ، عدتُ لأجد والدي ينتظرني في صالة الجلوس سأل عن مانجو وحمد الله كثيرا بأننا لم نستعن به كي يأخذنا إلى المطار، ثم سأل عن العاملة وهل تأكدتُ من مغادرتها ، استلمت مسجا من الداخلية بمغادرتها يا أبي اطمئن ، هيا ادخل غرفتك وارتاح، تأخر الوقت كثيرا على موعد نومك …
انتهت أحداث اليوم ودخلت استعدادا للنوم 🥱
- دخلت ياسمينة وعينيها ا متورمة من البكاء ، فهي حزينة على مانجو ، احتضنتها وقبّلتها تلك الحنونة على العمالة التي تساعدنا في المنزل، طلبت منها أن تنام هذه الليلة معي بعد أن طمأنتها بأن حالته ستتحسن .
- لكن ماما من الخوف عليه نذرت لله أن أذبح ثلاثة خرفان .
- سنذبح لاحقا بعد أن يتشافى .
- من حسابي ماما أريد أن أكسب الأجر
- حاضر من حسابك الخاص
- هيا اذهبي وجهزي نفسك للنوم سأنتظرك ..
- تصبحون على خير 🌹
رد مع الإقتباس